البوصلة المغناطيسية كيفية عملها واستخدامها
البوصلة المغناطيسية : يستطيع الملاح أو القائم بأعمال المساحة قياس الاتجاه بوساطة البوصلة المغناطيسية أو الجيروسكوبية ، وتحديد خط السير لاية سفينةأو طائرة .
كذلك يتم باستخدامها تعيين الشواخص التي تحدد الأماكن ، بتحديد درجات الزوايا التي تميل إليها هذه الشواخص في اتجاه عقرب الساعة من الشمال .
ويلاحظ أن هذه الطريقة المستخدمة في تسجيل الاتجاه طريقة حديثة نسبياً قبل اختراع برامج تحديد المواقع الإلكترونية على الأجهزة الذكية .
تاريخ استخدام البوصلة المغناطيسية
حتى قرن مضى كان ربابنة السفن الشراعية يستعملون دائماً علامات البوصلة في تعيين الاتجاه .
ومنذ القرن لثالث عشر استخدمت تلك الطريقة مع تغيير طفيف ، وما من شك في أن الفكرة العامةعن الاتجاهات المبينة على البوصلة ربكا كانت أقدم من ذلك بكثير .
وعندما يضل المسافر على الأرض طريقه ، فالسبيل أمامه أن يسأل أحد المارة عن الطريق أو الاتجاه الذي ينبغي أن يسلكه .
ونظراً لجهله بمعرفة علامات نجوم السماء ، فإنه يصعب عليه أن يتصور كيف يستطيع رجل البحر أن يتخذ سبيله عبر امواج البحر الخالية من الطرق .
الملاحة قبل اختراع البوصلة
يقول رجال التاريخ ، عندما تواجههم مشكلة إمكان قيام الناس بعمل رحلات طويلة في الأزمنة الغابرة ، إن الملاح قبل أن يستخدم البوصلة المغناطيسية كان يعمد إلى الانطلاق بسفينته بحذاء الشاطئ . والإبحار ببطء على طول الساحل من ميناء إلى ميناء .
كانت هناك طرق ملاحة ساحلية ، ولكن كل ملاح كان يخاف من أن ينحرف نحو الشاطئ ، ويحاول إن أمكن الانطلاف بسفينته بعيداً في عرض البحر ليتجنب أخطار صخور الشاطئ وشعبه المرجانية .
ومعنى ذلك أنه كثيراً ما كان لا يرى الأرض ، ومن ثم يتحتم عليه أن يعرف الاتجاه السليم الذي يسلكه ليصل إلى غايته .
وفي الأيام التي سبقت اكتشاف البوصلة ، كان الملاحون يعتمدون على نوعين من المعلومات التي تبين لهم الاتجاه :
حركات الشمس والنجوم .
الربع الذي تهب منه الريح وأنواع الطقس المصاحب لاتجاهات الرياح المختلفة .
فعندما نسافر شمالاً أو نقاسي من هبوب رياح شرقية ، يتجه تفكيرنا إلى تقسيم السماء والأفق إلى أربعة أرباع كاملة وليس إلى خطوط أو نقط .
وهذا النقص في الدقة كان من صفات الملاحة في العصور التي سبقت اكتشاف البوصلة .
ومن الممكن تقسيم السماء تبعاً لحركات الشمس والنجوم الظاهرية ، وأكثر الاتجاهات أهمية مما يمكن تعيينه بهذه الوسيلة ، هما اتجاه شروق الشمس واتجاه غروبها ، ثم موضع الشمس في الظهر .
أما أثناء الليل فإن حركات النجوم الظاهرية تمدنا بطبيعة الحال بمعلومات إضافية أكثر عن الاتجاه الذي نسلكه .
ومن المعلوم أن دوران الأرض يسبب دوراناً ظاهرياً للكرة السماوية حول قطبيها . وفي الأزمنة القديمة كان الناس على بينة من أن النجم القريب من القطي السماوي يظل في نفس مكانه تقريباً طوال الليل .
ولذلك استطاعوا أخذ اتجاههم من هذا النجم بدقة تفوق الدقة بالنسبة إلى اي نجم آخر .
اتجاهات البوصلة المغناطيسية
بدأ استخدام أول بوصلة مغناطيسية في أوروبا منذ حوالي مطلع القرن الثالث عشر ، ولقد أدت الدقة المتناهية التي يقاس بها الاتجاه اليوم إلى زيادة تقسيم الدائرة إلى اكثر من ثمانية اتجاهات .
( الشمال ، الشمال الشرقي ، الشرق ، الجنوب الشرقي ، الجنوب ، الجنوب الغربي ، الغرب ، الشمال الغربي ) . وهي التي كانت تستخدم في اليونان القديمة .
ولما كانت هناك أربعة أصلية ( بزوايا بينها تساوي كل منها 45˚ ) وكان كل قسم ثانوي تال إنما بنصف الزاوية المحصورة بين الاتجاهين الواقعين على جانبيه .
فإنه يمكن تقسيم ( وردة البوصلة ) إلى أقسام ثانوية إضافية ممتابعة تقسيم الاتجاهات الثمانية إلى ستة عشر اتجاهاً ( ½22˚ ) المبينة في الصورة التالية :
أما وردة البوصلة ذات 32 اتجاهاً ، فتكوّن زاوية قدرها ( ¼11˚ ) بين كل اتجاهين متجاورين .
وفي عهد السفن الشراعية تعّود الربابنة أن يقولوا إن خط سير السفينة مثلاً شمال الشمال الغربي ، أو مثلاً إن صخرة تقع في اتجاه الشمال الغربي من الشمال .
وأولئك الذين كانوا تحت التمرين من رجال البحر في تلك الآونة كانوا قد ألفوا صدور الأمر إليهم بعدم الرجوع إلى البوصلة ، ويرددوا عن ظهر قلب الاثنين والثلاثين اتجاهاً حسب ترتيبها السليم .
وعادة يكون الشكل الحقيقي لوردة البوصلة ( أو وردة الرياح كما كانت تسمى أحياناً ) ، كالنمط المبين في الصورة السابقة .
وهناك طائفة مماثلة من ورد البوصلة ما زلنا نراه على خرائط المساحة المعروفة ، وما زالت ترى كثيراً على بطاقات البوصلات الحديثة .
وفي العادة يكون لوردة الرياح شكل نجم برّاق ، ومن الجائز أن يكون هذا النمط انعكاساً للأهمية العظمى التي توفرت للنجوم في تبيان الاتجاهات قبل اكتشاف البوصلة المغناطيسية .
والحقيقة ، بلا شك ، أن إبرة البوصلة تشير بصفة تقريبية إلى نجم الشمال ( القطبية ) ، وقد تعود الرجال التعويل عليه بوصفه أكبر ما يعتمد عليه من علامات الاتجاه الفلكية .
وللمعلوم أن نظام 32 اتجاهاً استخدمه البحارة الانجليز في عهد ( تشوسر ) حوالي عام 1390 ، وأنه ظل يستخدم حتى عهد قريب .
واختلاف الزاوية بمقدار ¼11˚ بين اتجاهيين متتاليين إنما يعني ، على أية حال ، أن هذا النظام في حد ذاته فج وتقريبي لقياس الاتجاه .
وكان هناك ، حتى وقت قريب ، حاجة ماسة إلى ملاحة دقيقة جداً لهداية السفن الكبيرة والسريعة والطائرات .
فاستخدم نظام 360˚ ( الستيني ) ، ونظام الـ 400 مرتبة الأوروبي ( المئوي ) الذي فيه تقسم الزاوية القائمة إلى 100 مرتبة .
البوصلة المغناطيسية واتجاه الرياح
ارتبطت الأفكار الأولى المتعلقة بالاتجاه بأرصاد الرياح والطقس . وما من شك أن كلمة ريح طالما استخدمت عبر قرون عديدة بمعنى الاتجاه .
في لغة التقاويم مثلاً ، فمثلاً كلمة البحري والقبلي في مصر استخدمت للدلالة على الشمال والجنوب .
ونظراً للعلاقة الوثيقة القائمة بين الرياح والطقس ، فإن نوع الطقس السائد يعتمد إلى حد كبير على الربع الذي تهب منه الرياح .
وعلى ذلك فإن الشعور الذي توحي به الريح إنما يعطي دليلاً تقريبياً عن الاتجاه . وأبسط أنواع الرصد أن الهواء البارد يهب من الشمال ، وأن الهواء الساخن يهب من الجنوب .
ومن هنا كان اشتقاق الأسماء الإغريقية القديمة للرياح ، وذلك كله في نصف الكرة الشمالي ، والعكس في نصف الكرة الجنوبي .
وعلى برج الرياح في مدينة أثينا في اليونان يستدل على الجوانب الثمانية لحطام البرج بأسماء الاتجاهات الثمانية وما يلازمها من رياح :
- بورياز : شمال
- كايكاس : شمال شرق
- آبليوتس : شرق
- يوروس : جنوب شرقي
- نوتس : جنوب
- ليس : جنوب غربي
- زيفيروس : غرب
- سكيرون : شمال غربي
المصادر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com