أهمية الأرقام من اليونان إلى العصر الحالي
نحن نعرف القوة المحتملة للكلمات لقلب النظام الاجتماعي، لكن وعلى غرابة الأمر فقد اعتبرت بعض الأرقام خطيرة بدرجة كافية لحظرها.
قام أسلافنا بالعد باستخدام طرق بسيطة، ولكن مع تطور الزراعة والبدء بالعيش في مجموعات كبيرة، لم يعد هذا النظام فعالاً.
ومع ازدياد تعقيد الأرقام؛ بدأ الناس ليس فقط باستخدامها، ولكن بالتفكير في ماهيتها وكيف تعمل.
دراسة الأرقام في اليونان القديمة
بحلول عام 600 قبل الميلاد في اليونان القديمة، تطورت دراسة الأرقام حيث وجد عالم الرياضيات فيثاغورس وتلاميذه أنماطاً رقمية في الأشكال والموسيقى والنجوم.
بالنسبة لهم، حملت الرياضيات في داخلها أعمق أسرار الكون، ولكن أحد تلاميذ فيثاغورس يدعى هيباسوس اكتشف أمراً مقلقاً لبعض الكميات.
مثل قطر مربع طول ضلعه واحد لم يكن بالإمكان التعبير عنها بأي تركيبة من أرقام صحيحة أو كسور مهما صغرت.
هذه الأرقام؛ التي ندعوها الأعداد غير النسبية تم اعتبارها كتهديد لفكرة الفيثاغوريين عن الكون المثالي.
فلقد تصوروا كوناً يمكن وصفه باستخدام أنماط عددية منطقية.
يقول المؤرخون أن هيباسوس تم نفيه لنشره أفكاره، بينما تقول الأساطير أنه قد تم إغراقه كعقاب من الآلهة.
وبينما أزعجت الأعداد غير النسبية الفلاسفة، قامت الاكتشافات الحسابية المتأخرة بجذب انتباه السلطات السياسية والدينية أيضاً.
الأرقام في العصور الوسطى
بينما كانت أوروبا لا تزال تستخدم أرقاماً رومانية، كانت ثقافات أخرى قد اخترعت نظمأ عددية تحوي رمزاً للعدد صفر.
عندما أحضر الرحالة العرب هذا النظام إلى مدن إيطاليا البحرية الصاخبة، كانت امتيازاته واضحة للتجار والمصرفيين، ولكن السلطات كانت قلقة.
اعتبُرت الأرقام العربية – الهندية سهلة التغيير والتَّدليس، خصوصاً أنها كانت أقل شهرة عند المستهلكين من التجار.
ومفهوم الصفر فتح الباب للأرقام السالبة، وتسجيل الديون في وقت كانت إعارة المال فيه أمراً مقلقاً.
حظر أرقام بذاتها في القرن الثالث عشر
أهمية الأرقام حظرت فلورنسا استخدام الأرقام العربية-الهندية في السجلات، لذلك ظل من المفيد تجاهل الخلافات حول الصفر والأعداد السالبة لمدة طويلة.
لقد تم تسفيه الأعداد السالبة بصورة تامة خلال القرن التاسع عشر. وقد تجنَّب حسابيون بارزون مثل جيرولامو كاردانو استخدام الصفر.
على الرغم من أنه كان سيسهل إيجاد الحلول للمعادلات التربيعية والتكعيبية.
أسباب حظر أرقام معينة في العصر الحالي
أهمية الأرقام حتى في أيامنا يُعدّ من غير القانوني استخدام بعض الأرقام لأسباب مختلفة، فبعضها محظور لما تمثله.
فقد قامت بعض الحكومات بحظر استخدام أرقام بذاتها والتي تملك معاني رمزية كتواريخ الثورات أو التي تتعلق بالجهات السياسية المضادة.
واعتُبرت أرقام أخرى غير قانونية نسبياً لما تحمله من معلومات، أي شكل من المعلومات تقريباً، سواء كانت نصاً، صورة، فيديو، أو برامج تنفيذية يمكن ترجمتها لسلسلة من الأرقام.
لكن هذا يعني أن المعلومات المحمية، سواء حقوق طبع، ممتلكات خاصة، أو أسرار دولة يمكن أيضاً تمثيلها بأرقام، ولذا فالتعامل مع هذه الأرقام قد يعتبر جريمة.
وقد ظهرت هذه الفكرة عام 2001 عندما تم توزيع رمز التشفير المستخدم في مشغلات الأقراص بشكل تسلسل طويل من الأعداد.
قد تعتبر فكرة الأرقام غير القانونية سخيفة ولكنها مثل الكلمات، فالأعداد المكتوبة هي طريقة للتعبير عن المفاهيم والمعلومات.
وفي عالم حيث العمليات الحسابية والخوارزميات تُشكل جزءاً كبيراً من حياتنا، فإن دور علماء الرياضيات يزداد أهمية يوماً بعد يوم.
المصدر
أهمية الأرقام ترجمة وتنسيق ميليا عبد الغني
شاهد أيضاً:
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com