شخصيات

ميرابو البطل والظروف

ميرابو

ميرابو البطل والظروف

ميرابو هو ثوري فرنسي، وكاتب، وصحفي، ودبلوماسي، وسياسي، وماسوني وخطيب الثورة الفرنسية.

خلال الثورة الفرنسية كان ميالاً لنظام ملكي دستوري مبني على نموذج المملكة المتحدة، أدار مفاوضات سرية فاشلة مع النظام الملكي الفرنسي في محاولة للتوفيق بينه وبين الثورة.

من هو ميرابو

من هو ميرابو

 هو خطيب الثورة الفرنسية الذي كان يلهب الجماهير ويشعل أحاسيسها بخطبه البليغة عن الحرية والإخاء والمساواة، لم يكن يحسن الخطابة في المراحل الأولى من الثورة، فقد كان صوته رتيبا ومخارج حروفه غير سليمة.

وكان يضطرب لدى مواجهة الجماهير وعندما شعر بأن الثورة بحاجة إلى “محرّض” يحرك مشاعر الجماهير ويدفعها إلى الدفاع عن مبادئها وتحقيق هذه المبادىء.

صار يخرج كل مساء إلى شاطئ البحر يتأمل الرمال والصخور والأمواج بينما السكون الرهيب يغلف كل شيء من حوله، ثم يتخيل الرمال والأمواج جماهير تحتشد أمامه، ويبدأ بإلقاء خطب نارية ملتهبة فيها، وعندما يصبح باستطاعته التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

يعود إلى منزله ويخلد للنوم، وقد أرهقته الخطابة، وخلال فترة وجيزة كان أفضل خطيب عرفته الثورات في تاريخها.

والسير وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، الذي وصفه المؤرخون بأنه “أفضل خطيب في التاريخ”، لأن خطبه أثناء الحرب أثارت حمية البريطانيين ودفعتهم على الصمود بينما غارات الطائرات الألمانية تصب حممها عليهم على مدار الساعة.

سيرة ميرابو

سيرة ميرابو

لم يعرف عنه قبل الحرب انه كان خطيبا، أو يتمتع بمقدار من الذكاء، فقد كان سياسيا عاديا لا يلفت اهتمام كبار الزعماء البريطانيين، وكان يعاني من التأتأة والديليكسيا.

وأثناء الدراسة كان بليدا إلى درجة أن أحد أساتذته نصحه بترك الدراسة واختيار مهنة تساعده على العيش في المستقبل، ولكن تشرشل تغير كثيرا أثناء الحرب وأصبح من أبرز السياسيين البريطانيين، ومن كبار القادة في التاريخ الذين يستطيعون حشد شعوبهم وراء هدف. وكلام مشابه يمكن أن يقال عن الزعيم النازي أدولف هتلر.
وكثيرون هم الزعماء الذين وجدوا أنفسهم في ظروف صنعت زعامتهم، وكأنما الظروف هي التي تصنع البطل. ولكن بعض الأبطال تمكنوا من جمع شعوبهم حول قضية وحولوا هذه القضية إلى قضية شعبهم الأولى، فساهموا بذلك ب”صنع الظروف”.

ولا شك في أن صمود المقاومة في جنوب لبنان والبطولة التي أبداها المقاتلون في وجه العدوان “الإسرائيلي” يعودان بالدرجة الأولى إلى نبوغ حسن نصر الله في تعبئة مقاتليه وطنيا.

وإينشتاين الذي وصف بعض العلماء ذهنه بأنه في حجم الكون كان شبه معاق، ولم يبدأ النطق إلا في السنة الرابعة من عمره، وظل حتى سنوات متأخرة من حياته عاجزاً عن التعبير عن رأيه بوضوح.

كما كان يعاني من أحلام اليقظة، وكل من عرفه في طفولته، بمن في ذلك والداه، كان يقول إنه لن يحقق أي نجاح في حياته، وفي المدرسة كان بليدا إلى درجة أن أحد أساتذته قال له: “ستظل فاشلا طوال حياتك، ولن تتمكن من تحقيق أي شيء في المستقبل”.

وكل الظواهر كانت تشير إلى أن حكم أستاذه صحيح، فقد فشل إينشتاين في شبابه حتى في تعلم قيادة السيارة، وبعد أسابيع طويلة من التدريب اكتشف ان كل ما يعرفه عن القيادة هو تشغيل محرك السيارة، وفتح الباب لدخولها والخروج منها، وظل طوال حياته يستخدم سيارات الأجرة.

ولا بد أن هنالك شخصا ما أقنع إينشتاين، في مرحلة ما من حياته، بإن السبيل الوحيد أمامه لتوفير لقمة عيشه هو: أن يهتم بالدراسة، واقتنع إينشتاين بذلك، وكانت تلك هي نقطة التحول الكبيرة في حياته، التي أوصلته في النهاية إلى أقصى مراحل النجاح.

ولعلها الظروف هي التي هيأت لإينشتاين اللقاء بهذا الرجل الذي لا يعرفه أحد، رغم أنه صنع عبقرية إينشتاين.

الثورة الفرنسية و ميرابو

ترفق سجانو ميرابو به، وبعد 1779 سمح له بالتمشي في حدائق الشاتو ولقاء الزوار، ووجد في بعض زائريه منصرفات لطاقته الجنسية العارمة. ووافق أبوه على أن يعمل على الإفراج عنه إذا اعتذر لزوجته واستأنف معاشرتها، لأن المركيز العجوز كان تواقاً لحفيد يواصل بقاء الأسرة.

فكتب جابرييل إلى زوجته يطلب الصفح. وفي 13 ديسمبر 1780 أطلق سراحه بكفالة أبيه، الذي دعاه إلى قصر الأسرة في لوبنيون. وكانت له بعض العلاقات الغرامية في باريس، وزار صوفي في ديرها، والظاهر أنه أخبرها أنه ينوي العودة إلى زوجته.

ثم مضى إلى لوبنيون، وأبهج قلب أبيه، وتلقت صوفي مالاً من زوجها، وانتقلت إلى بيت قريب من الدير، وانهمكت في أعمال البر، ووافقت على الزواج من كبتن سابق في الخيالة. ولكنه مات قبل أن يزف إليها، فأقام في الغد (9 سبتمبر 1789). أما زوجة ميرابو فقد رفضت لقاءه، فأقام عليها دعوى اتهمها فيها بهجرها ل، وخسر دعواه، ولكنه أدهش الأصدقاء والأعداء ببلاغته مرافعته التي استغرقت خمس ساعات دفاعاً عن قضية يستحيل الدفاع عنها.

وتبرأ منه أبوه، فقاضاه، وحصل منه على راتب قدره ثلاثة آلاف فرنك في السنة، وراح يقترض المال ويحيا حياة مترفة.

وفي 1784 اتخذ خليلة جديدة تدعى هنرييت نيرا. واصطحبها في رحلة إلى إنجلترا وألمانيا (1785-87). وفي الطريق كانت له مغامرات غرامية عارضة، غفرتها له هنرييت لأنه-كما قالت-«ما أن تتودد إليه امرأة أقل تودد حتى يلتهب لفوره».

التقى بفردريك مرتين، وعرف عن بروسيا ما يكفي لتأليف كتابه «في الملكية البروسية» (1788) (من مادة زوده بها ضابط بروسي)، وقد أهدى الكتاب لأبيه، الذي وصفه بأنه «مصنف ضخم لعامل هائج.» وكلفه كالون برسائل سرية عن الشئون الألمانية، فأرسل منها سبعين أدهشت الوزير بإدراكها المرهف وأسلوبها القوي.

فما عاد إلى باريس رأى أن سخط الشعب قارب الحماسة الثورية.

وفي رسالة إلى الوزير مونوران حذر من نشوب الثورة ما لم يجتمع مجلس طبقات الأمة قبيل عام 1786 «أني أسأل هل حسبتم حساب قوة الجوع المزلزلة إذا تفاعلت مع روح اليأس. أنني أسأل من سيجرؤ على أن يكون مسئولاً عن سلامة جميع من يلتفون حول العرش، أجل، بل سلامة الملك نفسه.

وقد طواه خضم هذا الهياج فاندفع فيه ووفق في مصالحة هشة مع أبيه (الذي مات في 1789). ثم رشح نفسه في اكس-أن-بروفانس لمجلس طبقات الأمة ودعا نبلاء القسم لاختياره، فرفضوا، فاتجه إلى الطبقة الثالثة، التي رحبت به.

انبعث الآن من شرنقتين المحافظة واتخذ له أجنحة بوصفه ديموقراطياً» أن حق السيادة كامن في الشعب وحده، والملك لا يمكن أن يكون أكثر من القاضي الأول للشعب«.

وقد أراد الاحتفاظ بالملكية، إنما حماية للشعب من الأرستقراطية، ثم دعا بإلحاح أثناء ذلك إلى إعطاء حق التصويت لجميع الذكور البالغين. وفي خطاب موجه لمجلس طبقات إقليم بروفانس هدد الطبقات المميزة بإضراب كل شيء، وهذا الشعب الذي لا يحتاج إلا لفرض الجمود عليه حتى يصبح رهيباً جباراً».

ثم اندلع شغب بسبب الخبز في مرسيليا (مارس 1789)، وأرسل أولو الأمر في طلب ميرابو ليهدئ ثائرة الشعب لأنهم كانوا على بينة من شعبيته، وتجمعت الجماهير في حشد من 120.000 للهتاف له.

فنظم دورية لمنع حوادث العنف.

وفي «بيان لشعب مرسيليا» نصح العامة الصبر حتى يتاح لمجلس طبقات الأمة الوقت للموازنة بين المنتجين الذين يريدون أسعاراً عالية والمستهلكين الذين يريدون أسعاراً منخفضة.

أطاعه القائمون بالشغب. وبقوة الإقناع ذاتها هدأ تمرداً في إكس. وانتخبه إكس ومرسيليا نائباً عنهما، فشكر الناخبين، وقرر أن يمثل إكس. وفي إبريل 1789 اتخذ سمته إلى باريس ومجلس الطبقات.


المصادر

شاهد أيضاً:

وولفجانج أماديوس موزارت

ليو تولستوي Leo Tolstoy » غدق (ghadk.com)

الشاعر سوفوكليس Sophocles

جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com

“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”

يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام  Instagram وحساب تويتر Twitter

للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com

غدق

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرحاء ايقاف مانع الاعلانات