تاريخ وأحداث

لغز اختفاء مستوطنة روآنوك

لغز اختفاء مستوطنة

لغز اختفاء مستوطنة روآنوك

لغز اختفاء مستوطنة في عام 1585 بعد ما يقرب من قرن على اكتشاف العالم الجديد، وصل مستوطنون مغامرون من بريطانيا وهبطوا على سواحل ما يعرف اليوم بولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، وأنشأوا مستوطنة أطلقوا عليها اسم “روآنوك”.

وفي عام 1590 أي بعد خمس سنوات من إنشاء المستوطنة، وصلت سفينة أخرى تقل مغامرين جدداً يرغبون بالانضمام إلى التجمع الاستيطاني الذي سبقهم في “روآنوك”، ليفاجأوا بأن المستوطنة اختفت من الوجود تماما، لا سكان، ولا أي أثر لسكان، والمكان الذي كانت تقوم عليه المستوطنة ممسد تماما ومغطى بالعشب.

لغز اختفاء مستوطنة

لغز اختفاء مستوطنة

الدليل الوحيد الذي يشير إلى أن بشرا كانوا في المنطقة هو كلمة “كرواتوان” محفورة بالسكين على إحدى الأشجار. فأين ذهب السكان السابقون؟

لا أحد يعرف، ولا يزال لغز اختفاء مستوطنة روآنوك، في التاريخ الأمريكي، مستعصيا على الحل، وقد قام علماء الجيولوجيا بدرس طبيعة الأرض في المنطقة فتبين لهم أنها لم تشهد زلزالا مدمرا في ذلك الحين، ولم تشهد أي عارض طبيعي يمكن أن يؤدي إلى دمار مستوطنة كاملة، كالفيضانات أو الأعاصير.
ويميل بعض المؤرخين إلى الاعتقاد أن المستوطنة تعرضت لغارة من جانب الهنود الحمر انتهت بإبادة سكانها تماما، ولكن الكثيرين يستبعدون هذا الاحتمال، إذ إن تاريخ أمريكا الذي يتحدث عن مستوطنة “روآنوك” لا يشير إلى أن معركة جرت فيها خلال عامي 1585 و ،1590 ولو جرت معركة بالفعل لتركت أثرا يدل عليها، أطلالاً وحرائق مثلا.

ولكن الأرض كانت ممسدة كباطن الكف كما ذكرنا، وليس هنالك ما يشير حتى إلى إنشاء مستوطنة، فأين ذهب المهاجرون الذين وصلوا من بريطانيا يحلمون بالعالم الجديد؟
لله في خلقه شؤون، ولكن علماء الفيزياء الكمية الذين يتحدثون عن ثغرات تحدث في نسيج الزمن ينتقل عبرها الإنسان إلى الماضي أو المستقبل يقولون إن الاحتمال الأرجح لمصير سكان “روآنوك” هو: أن ثغرة حدثت في نسيج الزمن حملت السكان بأكملهم إلى زمن آخر، أو كون آخر، قبل أن يتمكن الزمن من إصلاح الثغرة.

والثغرات في نسيج الزمن، في رأي علماء الفيزياء الكمية، ممكنة الحدوث في أي وقت، ويذكر هؤلاء أن ميكانيكياً دخل إلى كراج منزله ليصلح عطلا في سيارته، فإذا به يفاجأ أن سيارته غير موجودة، وقد حلت مكانها سيارة تعود إلى بداية القرن العشرين، الأضواء والتمديدات الكهربائية في الكراج اختفت وحل مكانها مصباح يعمل بالكاز، وعلى الأرض، إلى جانب السيارة.

لغز اختفاء مستوطنة وإضراب العمال

لغز اختفاء مستوطنة وإضراب العمال

عدد من احدى الصحف اليومية يتحدث عنوانه الرئيسي عن إضراب العمال في أحد المصانع، وتاريخه 12 فبراير/ شباط ،1924 وعاد الرجل إلى منزله محتارا ليتصل بالشرطة ويخبرهم ما حدث لكراجه وسيارته، ولكنه فوجىء بعد عودته إلى الكراج أن كل شيء عاد كما كان، وأن سيارته موجودة، ومصباح الكاز اختفى وعادت أضواء الفلوريسنت تملأ المكان، وفي التحقيقات التي أجريت معه تبين أن إضرابا حدث في أحد المصانع في 21 فبراير 1924 احتل مانشيتات الصحف الأمريكية، وأن ما حدث معه هو: أن ثغرة في نسيج الزمن حدثت أعادته إلى عام 1924.

لغز اختفاء مستوطنة كان لخبراء الأطباق الطائرة لهم تفسير آخر لاختفاء سكان “روآنوك”، فهم يقولون إنهم ضحايا أول عملية خطف فضائي تحدث في الولايات المتحدة، وأن الكائنات الفضائية اختطفتهم لإجراء تجارب عليهم.

وسواء كانت ثغرة زمنية، أو كائنات فضائية، فإن اختفاء مستوطنة بكل سكانها حدث، ولا يزال سره يشغل الأمريكيين حتى الآن.

يشير مصطلح مستعمرة روانوك (بالإنجليزية: Roanoke Colony)‏ إلى محاولتين اثنتين قام بهما السير والتر رالي لتأسيس أول مستوطنة إنجليزية دائمة في أمريكا الشمالية.

أسس الوالي رالف لين المستعمرة الأولى في عام 1585 في جزيرة روانوك في المنطقة التي تُعرف اليوم باسم بمقاطعة دير في ولاية كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية.

أنشأ جون وايت في عام 1587 -بعد فشل مستعمرة عام 1585- مستعمرة أخرى على نفس الجزيرة، وأصبحت تُعرف باسم «المستعمرة المفقودة» بسبب الاختفاء غير المُفسر لسكانها.

لغز اختفاء مستوطنة كانت مستعمرة رالف لين تعاني من نقص في الإمدادات، ومن العلاقات السيئة مع الأمريكيين الأصليين المحليين. قرر لين، في الفترة التي قضاها سكان المستعمرة في انتظار ريتشارد جرينفيل ليحضر لهم المؤونة، أن يهجر المستعمرة ويعود إلى إنكلترا مع فرانسيس دريك، وهو ما حصل في عام 1586.

وصل جرينفيل إلى إنكلترا بعد أسبوعين اثنين من انطلاق رحلته، وترك وراءه كتيبة صغيرة لتحمي مصالح رالي.

أرسل رالي في عام 1587 وايت في رحلة استكشافية لإنشاء «سيتي أوف رالي» في خليج تشيزبيك.

أصر ربان سفينة القيادة سايمون فيرنادز – خلال توقف الرحلة للاطمئنان على رجال جرينفيل- على إبقاء المستعمرين التابعين لجون وايت في روانوك.

عاد وايت إلى إنكلترا مع فرنايدز، وكان حينها ينوي إحضار المزيد من الإمدادات للمستعمرة بحلول عام 1588. لغز اختفاء مستوطنة

أرجأت الحرب بين إنكلترا وإسبانيا عودته إلى روانوك إلى عام 1590.

وجد وايت عند وصوله إلى روانوك المستعمرة محصنةً ولكن مهجورة، ووجد كلمة “CROATOAN” محفورة على سور المستعمرة، ففسرها على أنها تُشير إلى انتقال المستمعرين إلى جزيرة كرواتوان، لكنه لم يتمكن من متابعة رحلته إلى تلك الجزيرة بسبب هيجان البحر، الأمر الذي اضطره إلى العودة إلى إنكلترا مع سفنه.

تخمينات لغز اختفاء مستوطنة

تخمينات لغز اختفاء مستوطنة

ما يزال مصير مستعمري عام 1587 مجهولاً حتى اللحظة، تقترح بعض التخمينات أنهم اندمجوا مع مجتمعات الأمريكيين الأصليين ابتداءً من عام 1605.

أفادت التحقيقات التي أجراها مستعمرو جيمستاون بتقارير تدعي تَعَرُض مستوطني روانوك مع أشخاصٍ آخرين لهم امتيازات أوروبية كانوا يتواجدون في القرى التابعة للأمريكيين الأصليين للقتل في مذبحة، ولكن لا يوجد حتى يومنا هذا أي دليل دامغٍ على هذه الادعاءات.

تراجع الاهتمام بهذه القضية حتى عام 1834 وذلك عندما نشر جورج بانكروفت روايته التي حملت اسم «تاريخ الولايات المتحدة».

وصف بانكروفت المستعمرين -ولا سيما حفيدة وايت « فرجينيا دير »- على أنهم شخصيات أساسية في الثقافة الأمريكية وعلى أنهم قد استرعوا اهتمام الجماهير.

على الرغم من الاهتمام المتجدد بلغز مستعمرة روانوك، إلا أن الأبحاث الحديثة لم تقدم أي أدلة أثرية لحله. لغز اختفاء مستوطنة

خلفية لغز اختفاء مستوطنة

اكتُشفت سلسلة جزر أوتر بانكس في عام 1524 من قبل جيوفاني دا فيرازانو الذي أخطأ بين بحيرة بامليكو ساوند الشاطئية والمحيط الهادئ، وخلص – بسبب بفهمه الخاطئ هذا – إلى أن الجزر الحاجزة كانت برزخاً اعتبره طريقاً مختصراً إلى الصين، قدم دا فيرازانو نتائجه التي توصل إليها إلى ملك فرنسا فرانسوا الأول، وإلى ملك إنكلترا هنري الثامن، ولكن لم يُقِم أي منهما أي اعتبارٍ للموضوع.

في عام 1578 منحت ملكة إنكلترا إليزابيث الأولى للسير همفري غلبرت ميثاقاً لاستكشاف واستعمار المناطق التي لم تطالب بها الممالك المسيحية.

كانت شروط الميثاق غامضة، على الرغم من أن جيلبرت قد فهمها على أنها تمنحه الحق في جميع أراضي العالم الجديد الواقعة إلى الشمال من فلوريدا الإسبانية.

بعد وفاة جيلبرت في عام 1853، قامت الملكة بتقسيم الميثاق بين شقيقه أدريان جيلبرت وأخيه غير الشقيق والتر رالي.

أعطى الميثاق لأدريان تفويضاً على نيوفاوندلاند وعلى جميع نقاط الشمال، إذ كان يتوقع الجغرافيون العثور على ممر شمالي غربي إلى آسيا لطالما طال انتظاره.

مُنح رالي الأراضي الواقعة في اتجاه الجنوب، بالرغم من أن إسبانيا كانت تُطالب بأجزاء واسعة منها. كان الكاتب الإنكليزي ريتشارد هاكلوت في ذلك الوقت قد لاحظ «برزخ» فيرازانو الواقع ضمن الأماكن الخاضعة لسلطة رالي، وكان يجهز حملةً تهدف لاستفادة إنكلترا من هذا البرزخ.

ميثاق رالي

ينص ميثاق رالي الصادر في 25 آذار/ مارس من عام 1584 على وجوب إنشاء رالي لمستعمرة بحلول عام 1591، وإلا فإنه سيفقد حقه في الاستعمار.

لذلك، فقد كان عليه «الاستكشاف، والبحث، والتحقق، والاطلاع على الأراضي النائية البربرية وعلى البلدان والأقاليم ليفرض سيطرته عليها ويحتلها ويستمتع بها».

كان من المتوقع أي يُنشئ ريلي قاعدة يمكن من خلالها إرسال سفن قرصنة تفويضية في غزوات للإغارة على أساطيل الكنوز في إسبانيا.

على الرغم من الصلاحيات الواسعة التي كان رالي يتمتع بها، فقد مُنع من الابتعاد عن الملكة.

فوَّض رالي -بدلاً من قيادته للرحلات إلى الأمريكيتين بشكلٍ شخصي- هذه المهام إلى مساعديه بينما أشرف هو على العمليات من لندن. 

رحلة أماداس بارلو

رتّب رالي على جناح السرعة بعثةً تهدف لاستكشاف المناطق المفوضة إليه، غادرت البعثة إنكلترا في 27 أبريل/ نيسان من عام 1584.

كانت البعثة مؤلفة من اثنين من سفن الباروك، قاد السفينة الأكبر بينهما فيليب أماداس، وكان سيمون فرنانديز هو ربانها، بينما قاد السفينة الثانية آرثر بارلو.

تشير بعض الدلائل إلى احتمال مشاركة كل من توماس هاريوت وجون وايت في هذه البعثة، دون تواجد أية سجلات تؤكد مشاركتهما فيها بشكل مباشر.

استخدمت البعثة في رحلتها طريقاً نمطياً عبر المحيط الأطلسي، إذ أبحرت جنوباً بهدف إدراك رياح التجارة التي حملت السفن ونقلتها غرباً إلى جزر الهند الغربية حيث جمعوا المياه الصالحة للشرب.

أبحرت السفينتان بعد ذلك باتجاه الشمال حتى الرابع من شهر يوليو/تموز وذلك عندما وصلوا إلى أرض تسمى اليوم «كيب فير».

وصل الأسطول إلى اليابسة في 13 يوليو/ تموز عند المدخل الشمالي لجزيرة هاتوراسك، والذي أصبح فيما بعد يُعرف باسم «ميناء فيرناندو» بعد أن اكتشفها فرنانديز.

من المحتمل أن يكون الأمريكيون الأصليون الذين كانوا يسكنون تلك المنطقة قد واجهو – أو على الأقل لاحظوا – الأوروبيين الذي أتوا في الحملات السابقة.

سرعان ما تواصل شعب «سيكوتان» -الذي كان يسيطر على جزيرة روانوك وعلى الأراضي الرئيسية التي تتوسط ألبيمارل ساوند ونهر بامليكو- مع الإنكليزيين وأقاموا علاقاتٍ ودية معهم. أًصيب زعيم شعب السيكوتان بجروح في معركة مع قبائل بامليكو، لذلك فقد أخذ أخوه جرانجامينيو مكانه في زعامة القبيلة.

أشاد كل من أماداس وبارلو، عند عودة البعثة إلى إنكلترا في الخريف، بحفاوة استقبالهم من قبل قبائل الأمريكيين الأصليين، وبموقع روانوك الاستراتيجي، وأحضروا معهم اثنين من السكان الأصليين وهما وانتشيز الذي ينتمي لشعب سيكوتان، ومانتيو الذي ينتمي لشعب جزيرة كرواتان والذي كانت والدته زعيمة للجزيرة.

وصفت تقارير البعثة المنطقةَ على أنها أرض جميلة ووافرة، في إشارة إلى العصر الذهبي وإلى جنة عدن، لغز اختفاء مستوطنة على الرغم من إمكانية أن يكون رالي قد بالغ في توصيفه لإيجابيات الأرض الجديدة المكتشفة.

أُعجبت الملكة إليزابيث بنتائج رحلة رالي. وأطلقت خلال الاحتفال بمنح رالي لقب «فارس» في عام 1585 على الأرض الممنوحة له اسم «فيرجينيا» وأطلقت على رالي لقب «الفارس اللورد وحاكم فيرجينيا». بدأ بعدها السير والتر رالي بالبحث عن مستثمرين لتمويل المستعمرة.


المصادر

لغز اختفاء مستوطنة رانوك

  1.  Lawler، Andrew (2018). The Secret Token: Myth, Obsession, and the Search for the Lost Colony of Roanoke. New York: Doubleday. ISBN:9780385542012.
  2. ^ Quinn، David B. (فبراير 1985). Set Fair for Roanoke: Voyages and Colonies, 1584–1606. Chapel Hill: University of North Carolina Press. ISBN:978-0-8078-4123-5. مؤرشف من الأصل في 2016-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2019-10-02.
  3. ^ Elizabeth I (1600). “The letters patents, granted by the Queenes Majestie to M. Walter Ralegh now Knight, for the discouering and planting of new lands and Countries, to continue the space of 6. yeeres and no more.”. في Hakluyt، Richard؛ Goldsmid، Edmund (المحررون). The Principal Navigations, Voyages, Traffiques, And Discoveries Of The English Nation. Edinburgh: E. & G. Goldsmid (نُشِر في 1889). ج. Volume XIII: America. Part II. ص. 276–282. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-08.
  4. ^ Kupperman، Karen Ordahl (2007). Roanoke: The Abandoned Colony (ط. 2nd). Lanham, Maryland: Rowman & Littlefield. ISBN:978-0-7425-5263-0.
  5. ^ Horn، James (2010). A Kingdom Strange: The Brief and Tragic History of the Lost Colony of Roanoke. New York: Basic Books. ISBN:978-0-465-00485-0.

جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com

“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”

يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام  Instagram وحساب تويتر Twitter

للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com

غدق

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرحاء ايقاف مانع الاعلانات