
مراجعة كتاب المجتمع السوي لعالم النفس إريك فروم
كتاب المجتمع السوي : هل يمكن لمجتمع ان يكون مريضاً وأن يوصف بافتقاره للصحة الذهنية من المعروف أن الأفراد يعانون من اعتلالات صحية ونفسية .
ولكن ماذا لو كان هذا الاعتلال صفة للمجتمع كله والسبب في اعتلالات أفراده وكان المجتمع غير مدرك لمرضه لو أردنا أن نحدد ملامح المجتمع السوي والمجتمع غير السوي.
كيف سيكون هذا المجتمع ولماذا تنتشر الاضطرابات الاجتماعية في مجتمعات تتسم بالأمن السياسي والاقتصادي؟
كتاب المجتمع السوي يحلل هذا الاضطرابات التي منشؤها عدم توافق المجتمع مع حاجات الإنسان الحقيقة
ملخص كتاب المجتمع السوي
كتب إيك فروم الكتاب سنة 1955 واول سؤال طرحه في الكتاب :
هل نحن اسوياء ولم يكن يتفق مع بعض الاطباء الذهنين الذين ينظرون لمشكلة الصحة النفسية بأنها مشكلة تعدد من الأفراد،ولكنه يراها مشكلة اخفاق المجتمع في اشباع حاجات الفرد العميقة.
ويعرف المجتمع السوي بأنه المجتمع الذي يتلاءم مع حاجات الإنسان، ويقول انه يقصد حاجات الانسان هي الحاجات الحقيقية وليس بالضرورة ان تكون حاجاته هو نفسه.
لان اشد ما يريده الانسان ربما يكون اشد ما يمرضه ويشبع هذا الوهم حتى يصبح طبعا اجتماعياً مريضا ً.
أكد فروم في الفصل الثاني تحديدا أن اشتراك غالبية الناس في مرض ما، لا يجعل منهم أسوياء واشتراكهم في خطأ ما لا يصير الرذيلة فضيلة والفضيلة رذيلة، واستشهد بقصة عن العميان.
اراد فرويم ان يحدد ماهي طبيعة الانسان وماهي الحاجات التي تنشأ من هذه الطبيعة، ثمة حاجات يشترك فيها الانسان مع الحيوان كالجوع والعطش والنوم والجنس .
وهذه الحاجات راسخة في وجوده الطبيعي واشباعها مهم ولكنه غير كاف لسلامة صحته النفسية والجسدية لأنه ثمة حاجات ينفرد بها.
فالإنسان حين وجد صحيح أنه جانب من جزء من الطبيعة تدفعه حاجات فيزيولوجية لكنه أيضاً انفصل عنها أو صار مدركاً لذاته، أو كما يقول فروم الإنسان هو الحيوان الذي يستطيع أن يقول أنا ويستطيع أن يجعل من ذاته موضوعاً لحكم يتأملها ويعرف مصيرها الحتمي .
فنشأت معه حاجات وعواطف أخرى ربما تحقيقها أصعب من حاجاته الفيزيولوجية مثل احساسه بهويته و حاجاته للتواصل ممارسته لوجوده .
اشتهائه للسلطة شغفه للحب، أسئلته الوجودية كل هذه الحاجات تتطلب اشباعاً لا يقل أهمية عن اشباع حاجاته مثل الجوع والنوم والعطش وغيرها.
تطرقات الكتاب
كتاب المجتمع السوي المشكله أنها اذا أشبعت بطريقة غير مرضية تؤدي الى مشاكل عصابية مثل القلق والإحباط، وغيرها كأن يصل نفسه بالآخرين ولكن بطريقة تواكليه.
فبينما هي كما يقول فروم مع الحشد لأن هذا الحشد من شأنه أن يمنحه الأمان لكنه بالمقابل يفقد استقلاله فيعاني لأنه ثمة حاجة شعورية لم تشبعه.
وأشاد فروم بعالم النفس فرويد لأنه القى الضوء على هذه المنطقة المؤثرة لكنه ينقده لأن فرويد يرى أن الإنسان يدفعه دافعان مترسخان هي وراء كل حاجاته الأخرى لأن الإنسان البدائي السعيد لأن غرائزه متحررة.
وأما الإنسان المتحضر الحضارة فرضت عليه الاحباط بسبب كبت غرائزه ومنها جاءت أمراضه النفسية الأخرى لذلك يرى هذا الصراع ضروري بين الحضارة والسعادة.
فروم لا يتفق بأن شخصية الإنسان السعيدة تحددها الغريزة وحدها بل التنشئة وتفاعل الإنسان مع الطبيعة مع الإنسان لذلك أولى اهتماماً بدراسة علاقة الفرد بالمجتمع
ملخص فكرة فروم / كتاب المجتمع السوي
تكمن في فكرة الاغتراب فهو يرى الإنسان غريب عن ذاته عن طبعه لا يحس ويشعر بهويته معتمداً على استحسان الآخرين لذلك يسعى الى التماثل معهم ومع ذلك يشعر بالضجر وعدم الأمان.
استشهد فروم تاريخياً هذا الأمان ،ففي أوائل القرن التاسع عشر،ثمة اراء كانت تغزو هذا الاغتراب الى افتقار الانسان للحرية السياسية .
فهو لا يشعر بإنتاجية أو بتأثير أو قدرة على الابداع،وهي إحدى الحاجات العميقة في الإنسان لكن هذه الحرية السياسية لم تكن سوى حرية سلبية تحرر منها الإنسان خارجياً فقط من سلطة الكنيسة والدولة .
لكن مازال أسيراً لقوى السلطات المجهولة مثل الرأي العام والاستحسان والتحرر من هذه القوى هي الحرية الإيجابية لذلك تحدث فروم عن خطر هذه السلطة المجهولة الغير مرئية لدرجة يعتقد فيها الإنسان وهماً أنه صاحب قرار، يفكر، يشعر يقرر.
بينما هو يفكر ويشعر وفق ما أريد به من القوى المجهولة لذلك يرى فروم الانتخابات الحرة لا يعبرعن ارادة شعب، الناس.
فارادة الناس وتفضيلاتها تم التلاعب بها والفرد الحديث المغترب لديه أهواء، ولكن ليس لديه قناعات حقيقية فقط حرية سلبية من القيود الخارجية.
القيود
كتاب المجتمع السوي فهو يحرر من قيود السياسي الى قيود الرأسمالي وصار مرغماً على قبول الشروط التي يقدمها الى صاحب المال لذلك قامت الاشتراكية على فكرة تأميم وسائل الانتاج.
بمعنى أن تصبح ملكية وسائل الانتاج للدولة يشترك فيها الشعب كله ولا يمتلكها الأفراد، وفروم يميل الى الاشتراكية لكنه ينتقد كل تجاربها.
فهي توهمت حرية الإنسان اقتصادياً كفيلة بحل كل مشاكله مثلما توهم فرويد مشكلة الانسان في كبت وقائع الغريزة بينما مشكلة الإنسان تتطلب معالجتها من كافة نواحيها الاقتصادية والاجتماعية لذلك اهتم فروم بالفنون والشعائر الجماعية التي تصله بالآخرين دون أن تفقده هويته وذاته .
ورأى أن القرية البدائية التي فيها أعياد حقيقية وتعابير فنية مشتركة ولا تعرف القراءة والكتابة أكثر تقدماً من الناحية الثقافية وأكثر حجة من ثقافتنا التي تقرأ الصحف وتسمع المذياع.
واستعرض فروم أساليب كثيرة، أهمها أن الانسان صار ينظر للحياة بنظرة استهلاكية حتى. عندما يعرف عن نفسه يعرف عن نفسه وبما يحمل من قيمة ثقافية في مجتمعه.
ويوصفه سلعة ويعيش حياته استثماراً لغاية ما، كل عمل لا بد أن يبرر غاية تعود عليه بالنفع وليس اي نفع،النفع الذي يحمل قيمة استهلاكية ولا يصبح لنفسه قيمة مالم يتحقق هذا النفع.
لابد أن يبرر مثلا ممارسته لرياضة المشي باعتبارها استثماراً لصحته المستقبلية.
الكتاب مليء بالتفاصيل والمعلومات ولا ينصح بقراءته لمن لم يكن له قراءات سابقة.
نبذة عن الكاتب إريك فورم
عالم نفس وفيلسوف إنساني ألماني أمريكي. ولد في مدينة فرانكفورت، عام 1900هو الابن الوحيد لوالدين يهوديين أرثوذكسيين.
هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1934.
والتحق بجامعة فرانكفورت وهايدلبرغ حيث درس فيها العلوم الاجتماعية والنفسية والفلسفية.
- حصل على جوائز نيلي زاكس 1979
- جائزة جوته التكريمي لمدينة فرانكفورت 1978
- جائزة انساني السنة عام 1966
توفي إريك فروم 1980
اقتباسات من الكتاب
الإنسان المتكّيف تماماً مع مجتمع مريض، هو إنسان مريض.
كلما ضعفت ذات المرء تتعاظم خشيته من فقدانها أثناء التركيز على ما هو ليس ذاته.
أعتقد أن الحرية هي القدرة على اتباع صوت العقل و المعرفة في مواجهة صوت المشاعر اللاعقلانية.
أعتقد أن الحرية هي القدرة على اتباع صوت العقل و المعرفة في مواجهة صوت المشاعر اللاعقلانية
المصدر
كتاب المجتمع السوي مراجعة سامي البطاطي
اعداد نسيبة علي
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com