سورة الفاتحة أم الكتاب والسبع المثاني
سورة الفاتحة أو السبع المثاني تعد أعظم سورة في القرآن الكريم، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.
وذلك لأنها افتتح بها القرآنفي الكتابة، ولأنها تفتتح بها الصلاة في القراءة.
لسورة الفاتحة أسماء كثيرة عدها السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن خمسةً وعشرين اسمًا بين ألقاب وصفات جرت على ألسنة القراء من عهد السلف، ومنها:
- القرآن العظيم
- سورة الحمد
- الوافية
- الكافية
أجمع جمهور العلماء على أن آيات سورة الفاتحة سبع آيات وذلك باتفاق القراء والمفسرين، ولم يشذ عن ذلك إلا ثلاثة:
- الحسن البصري وقال إنهن ثمان آيات
- عمرو بن عبيد والحسين الجعفي إنهن ست آيات
- واستدل الجمهور بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : السبع المثاني
وتعد السورة سورة مكية أُنزلت قبل هجرة الرسول من مكة، وهو قول أكثر العلماء، وكان ترتيبها في النزول خامسًا على قول بدر الدين الزركشي بعد سورة العلق وسورة القلم وسورة المزمل وسورة المدثر.
شمائل سورة الفاتحة
سورة الفاتحة اشتملت السورة على أغراض عدة، وهي:
- حمد الله وتمجيده
- الثناء عليه بذكر أسمائه
- تنزيهه عن جميع النقائص
- إثبات البعث والجزاء
- إفراده بالعبادة والاستعانة
- التوجه إليه بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم
- التضرع إليه بتثبيتهم على الصراط المستقيم
- الإخبار عن قصص الأمم السابقين
كما اشتملت السورة على الترغيب في الأعمال الصالحة.
- ذكرت بأساسيات الدين: شكر نعم الله في قوله: الحمد لله.
- والإخلاص لله في قوله: إياك نعبد وإياك نستعين.
- والصحبة الصالحة في قوله: صراط الذين أنعمت عليهم.
- وتذكر أسماء الله الحسنى وصفاته في قوله: الرحمن الرحيم،.
- والاستقامة في قوله: اهدنا الصراط المستقيم.
- والآخرة في قوله: مالك يوم الدين.
- بالإضافة لأهمية الدعاء في قوله: إياك نعبد، وإياك نستعين.
وإن لسورة الفاتحة أهمية كبيرة في الإسلام وكذلك في حياة المسلم، فهي ركن عظيم من أركان الصلاة، فالصلاة لا تصح إذا لم تُقرأ الفاتحة فيها على الرأي الراجح عند جمهور العلماء.
روي عن أبي هريرة عن النبي قال: من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاجَ – ثلاثاً- غير تمام.
وفي رواية أخرى: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
أسماء سورة الفاتحة
لسورة الفاتحة أسماء كثيرة ذكرها العلماء في كتبهم منهم الإمام الرازي والقرطبي والسيوطي وغيرهم.
حيث تدل كثرة الأسماء على شرف المُسمَّى ومكانته.
التسمية الرئيسية للسورة هي الفاتحة، والفاتحة في اللغة: مشتقة من الفتح وهو نقيض الإغلاق، فَتحه يفتحه فَتحًا وافَتَتحه وَفتَّحه فانَفَتح وتَفَتَّح.
وفاتحة الشيء أوله، وفواتح القرآن هي أوائل السور، والواحدة فاتحة.
وأم الكتاب يقال لها: فاتحة القرآن.
والفاتحة اسم على وزن (فاعلة)، تطلق على أول كل شيء فيه تدريج.
بالإضافة لاسم الفاتحة، سميت السورة بأسماء عديدة بعضها أسماء توقيفية والبعض الآخر أسماء اجتهادية.
فقد ذكر ابن عاشور أنه لم يثبت في السنة الصحيحة والمأثور من أسمائها إلا فاتحة الكتاب أو السبع المثاني وأم القرآن أو أم الكتاب.
الأسماء التوقيفية في سورة الفاتحة
لنتعرف على الأسماء التوفيقية لسورة الفاتحة.
فاتحة الكتاب
رُوي عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي: «أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد».
وسميت بذلك: لأنه يفتتح بها في المصحف والتعليم، والقراءة في الصلاة، وقيل: لأنها أول سورة نزلت من السماء.
وقيل: لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ، وقيل: لأن الحمد فاتحة كل كلام.
السبع المثاني
قال تعالى: وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ
وعن أبي بن كعب أنه قرأ على النبي أم القرآن فقال رسول الله: والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
وسبب تسميتها بالسبع: فلأنها سبع آيات.
أما سبب تسميتها بالمثاني فهناك عدة وجوه: فقيل لأنها مستثناة من سائر الكتب السماوية، وقيل لأنها تُقرأ في الصلاة ثم إنها تثنى بسورة أخرى، وقيل لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل لأن الله أنزلها مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة، وقيل لأنها كلما قرأ العبد منها آية ثناه الله بالإخبار عن فعله، وقيل لأنها اجتمع فيها فصاحة المثاني وبلاغة المعاني، وقيل لأنها استُثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذُخرا لها.
أم القرآن أو أم الكتاب
سورة الفاتحة روى أبو هريرة عن النبي قال: «من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج – ثلاثاً – غير تمام».
ويعود سبب تسميتها إلى أن أم الشيء أصله والمقصود من كل القرآن تقرير أمور أربعة:
- الإلهيات
- المعاد
- النبوات
- إثبات القضاء والقدر لله
وهذه السورة اشتملت على هذه الأمور الأربعة، ولهذا لقبت بأم القرآن لاشتمالها على الأمور الأربعة، وفهي أصل القرآن.
رُوي عن أبي بكر بن دريد أنه قال: الأم في كلام العرب الراية التي ينصبها العسكر، فسميت السورة بأم القرآن لأن مفزع أهل الإيمان إلى هذه السورة كما أن مفزع العسكر إلى الراية.
قال الماوردي: سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعًا لها، صارت أمًا لأنها أَمَّتْهُ أي تقدمته، وكذلك قيل لراية الحرب أُم لتقدمها واتباع الجيش له.
ويقال لما مضى على الإنسان من سِنِي عمره أُم لتقدمها، ولمكة أم القرى لتقدمها على سائر القرى، ولأن الأرض منها دحيت وعنها حدثت، فصارت أُمًا لها لحدوثها عنها كحدوث الولد عن أمه.
وقيل: لأنها محكمة والمحكمات أم الكتاب. أما اسم أم الكتاب، ففي هذا الاسم خلاف، فجوزه الجمهور، وكرهه أنس بن مالك والحسن البصري ومحمد بن سيرين، واستدل أنس وابن سيرين على أن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، فيما قال الحسن البصري: أم الكتاب الحلال والحرام.
القرآن العظيم
جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.
سميت بذلك: لتضمنها جميع علوم القرآن، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله تعالى بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم.
المصادر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد