سكان أمريكا الأصليون ما قبل التاريخ
سكان أمريكا الأصليون : كان كولومبوس السبب في إطلاق الاسم الخاطئ ( الهنود ) على سكان القارة الأمريكية الأصليين ، حيث ظن أنه وصل الى الهند .
وبالرغم من خطأ الإسم إلا أنهم ظلوا يدعون به منذ ذلك الحين .
من هم سكان أمريا الأصليون
في هذا المقال الواسع سنتعرف على أول سكان أمريكا الأصليون وتوزعهم والقبائل التي كانت منتشرة هناك، ولكننا سنتطرق لأمريكا ما قبل التاريخ.
أمريكا ما قبل التاريخ
منذ حوالي مليون عام كانت أمريكا خالية من السكان ، وعندئذ دخلت القارة في الحقبة الأولى من الحقب الجليدية الأربعة .
ثم في بطء هبطت ألواح الثلج نحو الجنوب ، وتراجعت مرة أخرى خلال آلاف السنين . وعند مضيق برينج حيث تكاد تتصل آسيا بألاسكا في أقصى الشمال هناك تكون جسر من الجليد .
ومن المعتقد أن العديد من حيوانات ما قبل التاريخ في آسيا مثل ( الماموث ) و ( الماستودون ) عبرت الى نصف الكرة الغربي فوق هذا الجسر، وتبعها الانسان الآسيوي .
ومما يدعم هذه النظرية أن الهياكل العظمية التي عثر عليها هناك والتي ترجع الى ما قبل التاريخ لها نفس الخواص المنغولية التي للإنسان الآسيوي .
كما أن للآسيويين شعراً أسود مسترسلاً وعيوناً سوداء منحرفة وبشرة بلون البرونز ، وكذلك يتميز الهود المحدثون بنفس هذه الصفات .
وكان على الصيادين الآسيويين المهاجرين من شمال القارة الأمريكية أن يرحلوا جنوباً هاربين من متاعب العصر الجليدي .
وهبط من الأناس الأول الهضبة المكسيكية ثم عبروا برزخ بنما الى أمريكا الجنوبية ، وتفرق آخرون عبر القارة الأمريكية الشمالية .
ونمت في كل منطقة حضارة خاصة بها ، وكانت حضارتها المكسيك وأمريكا الجنوبية على الأخص أكثر تقدماً .
الحضارات الأولى في قارة أمريكا
منذ حوالي 10 آلاف الى 20 ألف سنة عاش أول من نعرف من الهنود في أمريكا الشمالية ، وكانوا صيادين يسكنون الكهوف ويستخدمون أسلحة من الحجر المنحوت .
كما استخدموا الآلات اليدوية والنار. وفيما عدا ذلك لم يكن لديهم من المعارف سوى القليل .
ومن بين الحيوانات التي صادوها الخيل والجمال وحيوان الكسلان . ولكن في الوقت الذي وصل فيه الإسبان الى أمريكا لم يكن لأي من هذه الحيوانات وجود .
وبمرور الوقت ، بدأ الصيادون يجدون مواطن لبناء البيوت ولزرع المحاصيل وتطوير الفنون .
كان للهنود صانعي السلال حضارتهم الخاصة في صحارى الولايات المتحدة الجنوبية الغربية ، حيث تعلموا كيف ينسجون السلال ويصنعون أواني الخزف .
هؤلاء الهنود كانوا يقنصون الحيوان مستخدمون الأقواس والسهام ويبنون البدائية من كتل الخشب والطين .
ثم حدث ما قد يكون غزوا من الهنود المقيمين في المكسيك وأمريكا الوسطى ، وعلّم الغزاة هنود الجنوب الغربي كيف يزرعون القمح .
كما أن بعضاً من تصاوريهم الدينية وخصوصاً ( الحية ذات الريش ) تماثل تلك التي عثر عليها في المكسيك . وكذلك الحال مع بعص منقولاتهم الفضية .
سكان أمريكا الأصليون
في سنة 700 ميلادية حلّ هنود ( البويبلو ) محل صانعي السلال ، وبداوا يبنون فوق السفوح أحياناً أو المرتفعات المتكونة من الحجر الجيري المتفتت على شواطئ الأنهر .
وأحياناً أخرى كانوا يبنون فوق الهضاب المشرفة على حقول القمح ، وتعلموا كيف يروون الأرض الصحراوية الجافة بقنوات من المصارف .
ولم تكن لديهم حيوانات أليفة لكنهم زرعوا القطن الذي كانوا يغزلونه ثم ينسجونه لصناعة الملابس ، كما أصبحت أوانيهم الخزفية وزخارفهم أكثر اتقاناً وجمالاً .
وما زالت بعض هذه القرى ( البويبلوات ) باقية حتى الآن .
و ( بونيتا ) هي واحدة من أشهر هذه القرى في وادي ( شاكو ) في نيومكسيكو ومعناها البلدة الجميلة .
وقد بدأ بناء هذه القرية حوالي سنة 500 ميلادية ، وهي عبارة عن منزل شيّد على هيئة نصف دائرة مكون من ربعة طوابق تتوسطه ساحة في مركزه تستعمل كمسرح تقدم فوقه الرقصات وتقام المهرجانات الدينية .
وبمرور السنين أضيف الى المبنى حجرات أكثر فأكثر حتى بلغ أخيراً 800 حجرة يستطيع حوالي 1500 فرد سكنها .
والأجزاء العتيقة من قرية بونيتا مبنية من كتل الحجر الرملي الخام ، أما الإضافات الأحدث فمشيدة من الحجر المنحوت مرصوص جنباً الى جنب بإتقان .
الهنود بناة المصاطب
في الشرق الأقصى من الولايات المتحدة حول وادي نهر المسيسيبي ووادي نهر أوهايو عثر علماء الآثار على صنف آخر من المجتمعات الهندية .
يطلق على هؤلاء الهنود أحياناً ( بناة المصاطب ) ، فقد بنوا العديد من ضروب المصاطب المختلفة ، ولشتى الأغراض .
وكانت بعض المصاطب الأصغر مدافن لرؤساء القبائل والكهنة .
وتبلغ بعض المصاطب ثمانون قدماً ارتفاعاً بينما مساحة قاعدتها 20 قدم مربع ، وهذه المصاطب كقاعدة للمعابد ، أما المعابد نفسها فقد شيدت من الخشب التي بليت واندثرت .
ولبعض المصاطب اشكال هندسية ، فهي دائرة مثلاً وعلى أحد جوانبها مربع وعلى الجانب الآخر دائرة صغيرة .
ومازالت هناك مصاطب أخرى نحتت على صورة حيوان بل وعلى صورة انسان ، وأشهرها ( مصطبة الحية العظمى ) في جنوب أوهايو .
وفي معظم مصاطب الدفن كانت مقتنيات أصحابها وأسلحتهم وتدفن الى جوارهم ، فقد عثر فيها على أساورهم ودروع من النحاس وأقراط مغلفة بالفضة وعقود من لآلئ البحيرات العذبة ، وأغطية للرأس موشاة باللآلئ والمايكا .
والكثير من هذه الأشياء تدل على أن الهنود بناة المصاطب كانوا يسافرون الى جهات بعيدة للتجارة .
فالحجر الزجاجي السود ، وهو زجاج برماني جلب من يلوستون بينما جلبت أصداف البحر من القبائل المقيمة على السواحل .
كما أن بعضاً مما عثر عليه من نايات في القبور كانت تبدو مشابهة لفنون شعب المايا في أمريكا الوسطى ، بل إن مصاطب المعابد نفسها تشبه مصاطب قبائل المايا .
الهنود المحدثون
لم يعد لهنود المصاطب وجود عندما انتشر الأوروبيون عبر القارة .
لكن الأوروبيين الأول التقوا في الشرق بهنود يعيشون بأسلوب يشبه الأسلوب الذي ظلوا يعيشون به منذ مئات السنين الخوالي .
كان الهنود على الساحل الشرقي يزرعون القمح ، ويصنعون الخزف والمزامير والحلي . عاشوا في بيوت من لحاء الأشجار وأقاموا جدراً خشبية حول قراهم .
كذلك كان ( الإيروكيوس ) مثل سكان قرى البويبلو يعيشون في مساكن جماعية تسمى ( البيوت الطويلة ) ، ولقد سكنت في هذه البيوت العديد من الأسر .
وشكّل الإيروكيوس حكومة جديرة بالاعتبار ، واتحاداً من خمسة شعوب في وقت مبكر يرجع الى عام 1570 .
وكان الخطباء المتمرسون يتحدثون في المجامع الرسمية ، وهم الذين ينظمون الحروب بين القبائل ويعقدون السلام بينها .
وإحدى المجموعات الهندية الأخرى التي بقيت بعد مجيء الأوروبيين هي مجموعة هنود الشمال الغربي الذين يعملون في صيد السلمون ويسكنون بيوتاً خشبية طويلة ترتفع أمامها أعمدة طوطمية .
ولقد عاش الهنود في كاليفورنيا بأسلوب بدائي للغاية ، فما كانوا مزارعين أو بناة ، لكن أرض بالغة الخصوبة مكنتهم من الحياة فيها بجهد يسير .
لذلك لم يحققوا ابداً تقدماً كبيراً مثل العديد من الهنود الآخرين في أمريكا الشمالية .
شاهد هذا المقال : سكان أوروبا القدماء ألمانيا وفرنسا
المصدر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد