تحميل كتاب تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
تحميل كتاب تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
كتاب تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام تأليف إسرائيل ولفنسون، وهو عبارة عن رسالة دكتوراه لمؤلفه أستاذ اللغات السامية بدار العلوم، وأشرف عليها الدكتور طه حسين.
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام اسرائيل ولفنسون
كتاب تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدرُ الإسلام، هو عبارة عن رسالة دكتوراه لمؤلفه الدكتور إسرائيل ولفنسون أُستاذ اللغات السامية بدار العلوم، أشرف على هذه الرسالة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، ونُشر هذا الكتاب في الثلث الأول من القرن العشرين قبيل قيام دولة إسرائيل بقُرابة عَقدين من الزمان . تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
ن أهم النقاط المفصلية في تحديد هو ية تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام – وهذا وجدته مهمًا – أنه تم تأليفه قبل قيام كيان لليهود في فلسطين المحتلة، وهذا رغم أنه يجعله بحياديةٍ مقبولة إلا أنني – كقناعة شخصية – لا أثق بمحتوى أي مادة يؤلفها يهودي عن اليهود.. نعم عن اليهودية وأي أرث يهودي. وذلك لعنصريتهم وليس قناعتهم بقدر ماهو إيمان – وهذا أعلى درجات – من أنهم شعب الله المختارو يرون الفضل لهم في كثير من الأمور منذ السلالات الأولى ومنها مادة الكتاب هذا الذي يرى صاحبها أنه لكي نفهم الطبيعة الجاهلية في العصور العربية القديمة ونفهم كذلك حتى عن العرب في كل مراحل الحجاز ليتهيأ لنا تقبل اللغة العربية والشعر العربي والثقافة العربية فيتوجب علينا فهم اليهودية دراسة ومنهج!.
الكتاب به مادة علمية جميلة وتستحق الدراسة، وهذا من جميل بعض الكتب التي تستفزك للبحث أكثر وأكثر. وأعتقد كتابة مقدمة للبحث من قبل د. طه حسين منح الكتاب ضوء أخضر عند صدوره أول الأمر وكذلك كأثر رجعي جعل دار نشر حديثة تعيد طباعة الكتاب من جديد بعد أن كان أول ظهور له (1345هـ – 1927م) عن طريق مطبعة الاعتماد.
رغم تخوفي من المصدر الذي يتناول تاريخًا يهوديًا من قبل مؤرخ يهودي إلا أن هذا لايلغي إثبات بعض المعلومات التاريخية عند بعضهم، ومثل هذا ينطبق على (إسرائيل ولفنسون) صاحب الكتاب فلم يجانب كل الصواب.
نهج المؤلفي الإستدلالي لم يرضي قناعتي ولا أعتقد أن المسألة تقف عند يهوديته فتلك طائفية مني رغم تصريحي بتخوَّفي لكن كلمات إفتتاحية للإقرار بنظرية مثل (يُلوّح لي أني … / أعتقد أن … يفهم مما سبق أنه ربما ….. / لاشك… / يظهر أنهم كانوا…. ) تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام فقد أستخدمها في الكثير من بدايات المقاطع ببعض الفصول وهي جعلتني في حيرة من أمري حيث أنها تترك أثر للتشكيك فيما هو قادم.
إعتماد المؤلف مصادر عربية أصيلة وقد أحسن أستخدام أكثرها وأجاد إستخدام قليلها ليؤكد بعض نظرياته في قوة تأثير العنصر اليهودي على التواجد العربي.
محاولات المؤلف لن تقنع أحد في فرح اليهود في يثرب (المدينة المنورة فيما بعد) بقدوم محمد – صلى الله عليه وسلم – كعربي يحمل النبوة التي تنادي دينهم حرفيًا – كما يتوهّم المؤلف – وهذه من تأويلاته. تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
جعل المؤلف كل من الرخاء الإقتصادي والمناخ الاجتماعي والثقافي عائد في المقام الأول لقوة التواجد اليهودي في كل يثرب والذي بدوره أثر على كل الحجاز، وهذه قومية يهودية ميقتة من الباحث فقد بها الكثير من مصداقية بقية مادته حتى تلك التي قد لا يخامرك (حلوة يخامرك صح؟) شك فيها.
تضخيم مكانة اللغة العبرية بدرجة غريبة دون أدنى مادة بحثية مقنعة وجعل ريادتها وأصالتها فوق كل لغة وقلل من شأن الكثير من اللغات الأخرى القديمة.
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام 1
– كتاب تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدرُ الإسلام، هو عبارة عن رسالة دكتوراه لمؤلفه الدكتور إسرائيل ولفنسون أُستاذ اللغات السامية بدار العلوم، أشرف على هذه الرسالة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، ونُشر هذا الكتاب في الثلث الأول من القرن العشرين قبيل قيام دولة إسرائيل بقُرابة عَقدين من الزمان، وأجد في ذلك ميزة جيدة وهي استقرار البحث بعيداً عن أجواء الخمسينات الملتهبة، في الوقت الذي رأى فيه آخرين أن هذا هو علة عدم انحياز الكاتب (إن كان ذلك صحيحا)،ً وعلى كل حال فإن إسرائيل ولفنسون باحث جيد ويعتبر من القليلين الذين تَخصصوا في هذا المجال، والحقيقة أن منهج أبحاثه يشبه أعمال المستشرقين من حيث الدقة والتمحيص أكثر من بعض الهواه الذين نحيا بينهم ونتداول فكرهم.
– بسم الله مبتدانا وانتهانا .. في تصدير هذا الكتاب وقع المؤلف في خطأين بالغي الخطورة (بداية القصيدة كفر) تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام وهو في صدد كلامه عن أن اللغة العبرية سابقة في الظهور على أقوام بني إسرائيل (صفحة “ز” في التصدير)، والخطأ الأول هو ما ذكره من أن “اللغة العبرية من أمهات اللغات الكنعانية تكلم بها أهل فلسطين وكثير من القبائل المحيطة بها في طور سيناء وأنها تدهورت أمام لهجة كنعانية أخرى وهي الآرامية ثم سيطرت اللغة العربية على الساحة مع مرور الوقت”، وحقيقة الأمر أن العبرية كانت لهجة إثنية موازية وضئيلة بالنسبة للآرامية والعربية باختلاف الأماكن التي تتحدث هذه اللهجات، وخصوصاً وأن العبرانيين كانوا مجموعة رُحَلْ من مكانِِ لآخر وهو ما يعني بالضرورة عدم استقرار اللغة وحتى لو هناك أسبقية أو انتشار أوسع للهجة على حساب الأخرى، فإنه وبكل تأكيد ليس كما لمح صدر الكتاب من أن العبرية أصل تطورت عنه باقي اللهجات، وهناك بحوث مستفيضة في أصل اللغات الشرقية يرجع لها لتفنيد هذه الجملة التي أطلقت على البراح والإرسال – والخطأُ الثاني مُكمِل لذات الفكرة.
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام وهو ما سطره من أن “الباحثين وجدوا في اللغة العبرية وآدابها مقياساً صالحا في البحث في جميع اللغات الشرقية (السامية: وهي تسمية انحيازية منبعها العهد القديم نسبة إلى سام بن نوح وهو تاريخ غير منضبط) إذ أن بنو إسرائيل أقدم أمة سامية تركت ميراثاً روحانياً من الأدب والدين وهي أكبر مجموعة قديمة من أثر القريحة السامية، لأن الذي وصل إلينا من آثار البابليين والأشوريين والآراميين ضئيل جداً بالمقارنة إلى ما وصل إلينا من آثار بني إسرائيل”، وموضع الخطأ هو أن الثابت من الآثار اليهودية التي تكلم عنها الكتاب قد تلخصت في العهد القديم الذي كتبه عزرا الكاتب بعد السبي البابلي وصنف من خلاله العالمين حسب هواه ووضع تاريخ البشرية بالسنين مصطدماً ومُحقِراً لحضارات البابليين والفراعين على اتساع، (فأي آثر هذا…!؟)، وهل يصلح ذلك كمصدر موثوق أمام آثار وتراث راسخ للحضارات البابلية والأشورية وغيرها، وهذين الخطأين يُنبئا عن ضرورة التزام الحرص في التعامل مع مثل هذه الكتب وضرورة تمحيصها من قبل المتخصصين ولتفاعل معها (إذا استفاقوا من موتتهم الأولى(.
نبذة تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
– الباب الأول: بعنوان اليهود في بلاد الحجاز.. ولخص فيه أنه لم يتم التوصل لقول فصل في شأن أصل انتقال البطون اليهودية من فلسطين إلى ارض الحجاز (بني قريظة بني النضير) والروايات كثيرة في هذا الشأن. ويرى الكاتب أن يهود الجزيرة العربية وان اختلفوا عن العرب في العقلية والدين إلا أنهم كانوا على ذات الطبيعة والأخلاق والتقاليد والأعراف حد التطابق، وأن ذلك لم يحدث في أي أمة نزل بها اليهود، كما أنه قسم اليهود ذاتهم إلى نوعين من الخصال أحبار وأميين (وهذا مقبول حيث أنه من الخطأ إجمال الحكم على مجتمع وتعميم الخصال فيه)، واستند مثلاً في هذا التقسيم (ص 20) إلى الآية القرآنية “ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون” غير أن كلمة (الكتاب) في الآية وردت خطأ (لا يعلمون الكتابة) وربما يكون ذلك خطأ مادي غير متعمد إلا أن الباحث المُحقِق لا يفترض فيه أن يقتبس النصوص (سيما النصوص المقدسة) دون تحري الدقة والأمانة، وعلى كل حال فإن اقتباس الكاتب الآية (ومنهم أميون..) جاء على افتراض أن منهم (أميون) جهلة بالكتاب يقتضي بالضرورة وجود عالمين به (أحبار) أتقياء على سبيل المدح إلا أن الآية قد جعلت وزر هؤلاء الأمين على عاتق الأحبار على سبيل الذم “فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون” (خواطر الشعراوي ص 413:422) ولذلك لا يستقيم الاستشهاد بهذه الآية لتقسيم خصال اليهود في الجزيرة العربية صدر الإسلام – ومع ذلك فإن الكاتب قد أصاب من جهة أخرى عند تمييز صناعات اليهود في الجزيرة العربية عن العرب في الكتابة والصاغة وصناعة الدروع (وألنا له الحديد…).
واشتراكهم مع العرب في التعامل بالربا، والحروب.
– ثم استطرد الكاتب في إيضاح تأثير يهود الجزيرة العربية في الأدب العربي وخصوصاً في إقراض الشعر حيث أنه لا يعقل أن يشترك يهود الجزيرة في كل مقومات الثقافة العربية ويبتعدوا عن هذا المضمار وطرح في هذا المجال “السموءل العادياء” نموذجاً بارزاً لإثبات وجهة نظره، وكذلك كعب بن الأشرف (هاجي الرسول وصحابته والذي اغتيل في بيته على يد سرية من صحابة الرسول وبطلب منه لتشببه في نساء المسلمين) وكذلك سارة القريظية كنموذج في مشاركة المرأة اليهودية، وختم بذلك الباب الأول.
– الباب الثاني: يتناول انتشار اليهودية في بلاد اليمن، ويرى الكاتب أنه لم يكن في اليمن يهودية إثنية كما الوضع في بلاد الحجاز، حيث أن يهود اليمن جلهم من السكان الأصليين ويرجع السبب في انتشار اليهودية في اليمن إلى الواقع السياسي الذي كانت تسيطر عليه الأطماع الرومانية الشرقية والحبشة كأداة رومانية وهو ما وسع من نطاق اعتناق اليهودية كمقاومة فكرية بمعتقد أقرب للعرب من الفكر المسيحي المشبع بالفلسفة اليونانية آنذاك، ويستعرض كذلك مواقع ذو نواس (الملك الحميري اليهودي) مضطهد نصارى نجران (أصحاب الأخدود) عقاباً لهم على ما يقترفه الرومان من فظائع ضد اليهود باسم الديانة المسيحية، وهو ما استدعى تدخل جيش الحبشة (المسيحي) بقيادة أرياط وأبرهه (ابرام، ابراهام، ابراهيم) وانتصارهم على ذو نواس ثم توسعهم ورغبتهم في إحلال المسيحية بدلاً من الوثنية في الحجاز (عام الفيل).
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
– الباب الثالث: بعنوان بطون يثرب وحوادثها وعلاقاتها باليهود، ويبدأ الكاتب هذا الفصل استعراض نزوح بعض من بطون اليهود إلى يثرب بعد سيل العرم وانهيار سد مأرب والتي توصلت في شأنه الأبحاث الاستشراقية أنه لم يتم على مرة واحدة وإنما على عدة حوادث متتالية نتيجة لإهمالة ولتوالي الفتن والغارات عليهم (437، 450، 532) بعد الميلاد، والحقيقة أنني وجدت هذا الباب مملاً جداً.
– الباب الرابع: أحوال العرب الاجتماعية والدين والسياسية في بلاد الحجاز قبيل ظهور الإسلام، تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ويعد هذا الباب أهم ما ورد في الكتاب على الإطلاق لأنه معني بالتداخل العربي اليهودي قبيل الإسلام وهي فترة تاريخية غاية في الأهمية لا نتعرض لها إلا من خلال عض الأخبار الواردة في كتب السير إلاسلامية (ويغلب عليها الانحياز) وهنا تكمن الميزة للتعرض لهذه الفترة بعيون الآخر (وقد يكون لها انحيازها بطبيعة الحال).
– بدأ الكاتب هذا الباب بفكرة أن اليهود رغم كل ما تعرضوا له من هجرات ثم انهزامهم في اليمن على يد الأحباش ثم استنصار أبو جبيلة للأوس والخزرج على يهود يثرب (قصة مملة وردت في ختام الباب الثالث) إلا أنهم (اليهود) احتفظوا بسلطانهم الفكري ونفوذهم الديني بشكل عام سليمين قويين (وأرى في ذلك انحيازاً لا دليل على صحته)، ثم استطرد الكاتب في أنه لم يكن لليهود ميل لإرغام الأمم الأخرى على اعتناق اليهودية باستثناء حادثة واحدة (إرغام طوائف بنو آدوم على اعتناق اليهودية توحيداً للفارق الوحيد بينهم يقصد العقائدي)، إلا أنه يعود ليعرض الأسباب التي تناقض في ذاتها فكرة (عدم ميلهم) والتي أراها مبالغة جداً حيث أنها اعتمدت على مقدمة خاطئة وهي أن اليهود في تلك الفترة كانت لهم المقدرة على زيادة بسط نفوذهم الديني على العرب فقط لو كانت لديهم النية لذلك (صفحة 72) إلا أن عدم ميلهم لإرغام الأمم الأخرى يرجع لأنهم ببساطة مأمورين بعدم نشر اليهودية التي تعتمد على الأممية (اليهودي هو من ولد لأم يهودية) والتلمود خير دليل على ذلك، كما أن اليهودية ذاتها أصبحت خلاصة القانون التلمودي بكل ما رسخته اليهود من عادات وطقوس (إثنية) ذاتية جداً، حتى إذا ما استوعبت عقول العرب جوهر التعاليم اليهودية (الحنيفة) ولم يرتضوا بالمبالغات التلمودية لم يتقبل منهم يهوديتهم (صفحة 73) بل ولن يختلفوا عند اليهود عن الوثنية الصرفة (مشناة اليهود، المثناة، النص الثاني، السنة) التي هي الفارق الذي يعول عليه لأنه حسب اعتقادي هو أداة السيادة والسيطرة، أما جوهر العقائد واسع فضفاض يستوعب الكثير، وكذلك الحال عموماً في باقي العقائد الابراهيمية، كما أن اليهود يعتبروا أنفسهم أبناء الله وشعبه المختار وأنه لا يختار نبياً إلا من بني إسرائيل وعليه فإنه من العصي على عقلية اليهود أن يشاركهم في هذه الميزة قوم آخرين (آية 2، إصحاح 14، سفر التثنية) لأنك شعب مقدس للرب إلهك وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين فوق الأرض، لا تأكل رجساً ما…).
– وينتهي الكاتب في هذا الباب إلى أن أرض العرب قبيل ظهور الإسلام تميزت بحركة فكرية كبيرة كانت سمتها الاضطراب، ورغم أن اليهودية والنصرانية مع الحركات الفكرية قد خلخلت المعتقد الوثني في قلب الجزيرة إلا أنهم جميعاً كانوا سجالا في هذا النزاع، فكان من المنطقي إذا ما بزغت نبوة توحيدية متينة في أصلها أن تغزو هذه العقول وتظهر على المعوقات الإدارية والاقتصادية في هذه المنطقة وتنتصر في الأخير. (ص 105).
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
– الباب الخامس: بعنوان مكة ويثرب إزاء الحركة الإسلامية، وأثار الكاتب في هذا الفصل بعض الأسئلة والأعتاب حول تجاهل كتب الأخبار الإسلامية لهذه الأسئلة، وهي من قبيل .. ما هو موقف قريش ويهود يثرب أثناء بيعة العقبة بالرغم من ضرورة بلوغ علمهم بها…؟؟!
– الباب السادس: ويتناول الكاتب في هذا الباب هجرة الرسول وأصحابه إلى يثرب، وذكر فيه أن كلا الطرفين كان متفاءلاً بوجود الآخر لأسباب متقاربة، فالمسلمون استبشروا أن اليهود وهم أهل كتاب أقرب إليهم في قبول دعوة التوحيد التي تتفق في جوهرها مع العقيدة اليهودية، وكان اليهود متلهفون لرؤية هذا الرجل الذي ينادي بذات العقيدة وهي ظاهرة غريبة عليهم بأن تكون على يد رجل من غير اليهود، وعلى ذلك أبرم الرسول كثير من المعاهدات مع اليهود أملاً في توحيد صفوف يثرب والنهوض بنظام حكم جديد يساند الدعوة الوليدة، ويرى الكاتب أنه لو وقف الأمر على دعوة الرسول اليهود لمحاربة الوثنية فقط لاستقر الأمر دون نزاع، أما أن يطلب من اليهود الدخول في دعوته فهو ما استهجنه اليهود لأن عقليتهم قد ترسخت على أن العقيدة الإبراهيمية منشأها ومنتهاها عند بني إسرائيل، وأن جوهر هذه العقيدة قد ختم بالتوراة وليس من بعده كتاب، كما يؤمن المسلمون بأن القرآن خاتم الرسالات، ومن هنا نشأ النزاع. وأن المستشرقين كثيراً ما تجاهلوا هذه النقطة في بحوثهم عن منشأ الخلاف بين الرسول ويهود يثرب وهو ما يؤدي كنتيجة منطقية إلى أسباب خاطئة.
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام 2
هذا ومن ختام ذلك الكتاب: يتراءى لي تقييم أسلوب إسرائيل ولفنسون البحثي، الذي يقف موقفاً وسطاً بين زمرة كاتبي التراث الإسلامي المعتمدين في المقام الأول على سيرة بن هشام غير مبالين بتحقيق الخبر أو رصد مبالغته وعدم معقوليته في بعض الأحيان، وبين طائفة المستشرقين الذين تناولوا سيرة الرسول من المنظور السياسي النفعي البحت وبشكل مجرد عن أي اعتبارات أخرى، لذلك نجد الكتاب الحالي يدمج الدافع الدعوي في الفتوحات مع الدافع الدنيوي بغرض تأسيس دولة فتية، تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ولا يدخر جهداً في إظهار اليهود بمظهر الضحية مرة وبمظهر العزة والفخر مرات أخرى، وهذا خلاصة رأيي في الكاتب دون استبصار لنيته، وفي الكتاب على علته.
– وأما عن خلاصة رأيي: في اليهود واليهودية، فهو أنها جماعة إثنية قبل أن تكون ديانة، وهي أمة نشيطة عاملة وشديدة الخصوصية ولكنها ليست أمة ذات حضارة، مرت بأزمات لا حصر لها ولكنها دائماً ما تقوم من رماد هذه الأزمات، اليهود عقلية تحكمها التعاليم التلمودية بصفته الدستور الحياتي بعيداً عن التوراة فالنصوص الثواني هي الأداة السيادية الحاكمة لتحقيق المصالح (مصالح النخبة)، ولا أعول كثيراً على فكرة الصهيونية والماثونية فهي تنظيمات ذات أهداف معلنة تقريباً للكافة، ومجال النفوذ والسيطرة مفتوح لكل الجماعات.
تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
لتحميل الكتاب انقر هنا تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
شاهد أيضاً:
مراجعة وملخص رواية الأمير الصغير
رواية تاجر البندقية وليم شكسبير
رواية العطر باتريك زوسكيند Perfume The Story
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد