
تأثيرات الخمر وحكم تحريمه في الإسلام
تأثيرات الخمر : لغةً هو ما أسكر من عصير العنب وسميت بذلك لأنها تخامر العقل وحقيقة الخمر ما كان من العنب دون ما كان من سائر الأشياء
تعريف الخمر شرعاً
تطلق على ما يسكر قليله أو كثيره، سواء اتخذ من العنب أو التمر أو الحنطة أو الشعير أو غيرها، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم “كل مسكر خمر وكل خمر حرام”
قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون“
ويظن البعض أن معنى فاجتنبوه أي هو مكروه وليس حرام مع أن الاجتناب هو أشد حرمة من قوله تعالى لا تشربون وذلك لأن معنى لا تشربون أي يجوز عندها أن تقتنيه أو تبيعه او تهديه أو يجلس على طاولة يدار عليها الخمر والمهم ألا يشربها.
أما الاجتناب فهو تحريم هذا كله قطعا وثبتت حرمة الخمر بكتاب الله تعالى وسنة نبيه واجماع الأمة.
ونزل تحريم الخمر بالتدريج وفقا لحوادث معينه فقد كان الناس مولعين بشربها.
وأول ما نزل صريحاً في التنفير منه قوله تعالى :
” يسألونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما “
فلما نزلت هذه الآية تركها بعض الناس وقالوا لا حاجة لنا فيما فيه اثم كبير ولم يتركها بعضهم وقالوا نأخذ منفعتها ونترك اثمها فنزلت الآية :
“يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلمون ما تقولون”
وتركها بعض الناس وقالوا لا حاجة لنا فيما يشغلنا عن الصلاة وشربها بعضهم في غير اوقات الصلاة حتى نزلت :
“يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون”
وصارت حرام عليهم حتى صار يقول بعضهم ما حرم الله شيئا أشد من الخمر.
حكم من استحل شرب الخمر
- من استحلها فهو كافر مرتد حلال الدم والمال.
ان الخمر التي يكفر مستحلها هي ما اتخذ من عصير العنب، اما ما أسكر من غير عصير العنب النيء فلا يكفر مستحله وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.
لأن حرمتها دون حرمة الخمر ثابتة بدليل قطعي وهذه ثبتت حرمتها بدليل ظني غير مقطوع به من أخبار الآحاد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.
عقوبة شارب الخمر
أجمع الصحابة ومن بعدهم على جلد شارب الخمر ثم اختلفوا في مقدراه ما بين اربعين او ثمانين والجمهور على القول بالثمانين وعلى هذا يحد.
عند الجمهور شارب للخمر سواء أسكر أم لم يسكر وكذا شارب الخمر، كل مسكر سواء شرب كثيرا ام قليلا والمفتي به عند الحنفية أنه يحد من شرب الخمر قليلها او كثيرها وكذا يحد من سكر من شرب غيرها.
حكم الانتفاع من الخمر
ذهب جمهور الفقهاء الى تحريم الانتفاع بالخمر للمداواة وغيرها من أوجه الانتفاع كاستخدامها في الدهن او طعام او شيء اخر.
واحتجوا بقول ابن مسعود عن البخاري ” ان الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم “
وقال الجمهور يحد من شربها لدواء وذهب الشافعية الى ان التداوي بالخمر حرام في الاصح إذا كانت غير ممزوجة بشيء آخر تستهلك فيه.
فإنه يجوز التداوي به عندما فقط ما يقوم به التداوي من الطاهرات، فتجري عندها قاعدة الضرورة الشرعية.
تأثيرات الخمر السمية
قبل الشرب يمكن لصانع الخمر أن يستنشق أبخرته مما يؤدي الى اصابة بالتهاب القصبات والرئة واصابة بطانة الأنف مما يؤدي الى ضعف حاسة الشم .
هنا يتضح معنى قوله تعالى “فاجتنبوه” فهي تعني النهي عن الاقتراب منه مطلقاً وهي تعميما أكثر من النهي عن شربه.
ويختلف تأثير الخمر السمي كلما تغير مستواه في الدم.
فعندما يبلغ مستواه من 20 _990 ملغ% يسبب تغير المزاج وعدم توازن العضلات واضطراب الحس وفي مستوى من .100_299 ملغ% يظهر الغثيان وازدواج الرؤية واضطراب شديد في التوازن.
وفي مستوى من 300_399ملغ % تهبط حرارة البدن ويضطرب الكلام ويفقد الذاكرة، وفي مستوى 400_700 ملغ يدخل للإنسان في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس وربما ينتهي بالموت.
وعلى الرغم من أن كل أعضاء الجسم تتأثر من الخمر فإن الجملة العصبية هي أكثرها تأثيرا حيث يثبط المناطق الدماغية التي تقوم بالأعمال الأكثر تعقيدا.
ويفقد قشر الدماغ قدرته على تحليل الأمور، كما يؤثر على مراكز التنفس الدماغية حيث ان الإكثار منه يمكن ان يثبط التنفس تماما الى الموت .
تأثيرات الخمر على جهاز الهضم
في الفم يؤدي مرور الخمر فيه الى التهاب وتشقق اللسان كما يضطرب الذوق نتيجة ضمور الحلميات الذوقية، ويجف اللسان وقد يظهر سيلان لعابي ومع الدماء تشكل طلاوة بيضاء على اللسان تعتبر مرحلة سابقة لتكور سرطان اللسان .
الخمر يوسع الأوعية الدموية الوريدية للغشاء المخاطي للمريء مما يؤهب لتقرحه ولحدوث نزوف خطيرة تؤدي لأن يقيء المدمن دما غزيرا.
وتبين أن ٩٠% من المصابين بـ سرطان المريء مدمنو خمر.
وفي المعدة يحتبس الغشاء المخاطي فيها ويزيد افراز حمض كلور الماء والببسين مما يؤهب لإصابتها بتقرحات ثم النزوف وعند المدمن تصاب المعدة بالتهاب ضموري مزمن يؤهب لإصابة صاحبها بـ سرطان المعدة الذي يندر جدا ان صيب شخص لا يشرب الخمر.
وتضطرب الحركة الحيوية للأمعاء عند شاربي الخمر المتجاوزين في الشرب وتحدث التهابات معوية مزمنة وإسهامات متكررة عند المدمنين وتتولد عندهم غازات كريهة ويحدث عسر في الامتصاص المعوي.
تأثيرات الخمر على الكبد
للكبد وظائف هامة تقدمها للعضوية فهي المخزن التمويني لكافة المواد الغذائية وهي تعدل السموم وتنتج الصفراء.
والغول سم شديد للخلية الكبدية وتنشغل الكبد من اجل التخلص من الغول عن وظائفها الحيوية ويحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الادمان.
ففي فرنسا يموت سنويا أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع الكبد الغولي .
وفي المانيا يموت حوالي 16 ألف شخص كما ان الغول يحترق ضمن الكبد ليطلق كل ا غ من 7 حريرات تؤدي بالمدمن الى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه هي أي فائدة مما يعرضه لنقص الوارد الغذائي.
تأثيرات الخمر على القلب
يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطرابات الخطيرة والمميتة التي تصيب القلب منها :
- اعتلال العضلة القلبية الغولي
حيث يسترخي القلب ويصاب الانسان بضيق في النفس واعياء عام ويضطرب نظم القلب ويتضخم الكبد من انتفاخ في القدمين والمريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر.
- قد يزيد الضغط الدموي نتيجة الادمان.
- داء الشرايين الاكليلية
الغول يؤدي الى تصلب وتضيق في شرايين القلب تتظاهر بـ ذبحة صدرية ويؤدي إلى اضطراب القلب.
تأثيرات الخمر على الجهاز العصبي
تعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثيرات الخمر السمية وللغول تأثيرات سمية على الدماغ، بعضها عابر وبعضها غير قابل للتراجع حيث يؤكد الدكتور براتر أن تناول كاس واحد أو كاسين من الخمر قد تسبب تموتا في بعض خلايا الدماغ.
و السحايا تصاب عند المدمن فيشكو المصاب من الصداع والتهيج العصبي وقد تنتهي بالغيبوبة الكاملة.
كما أن الأعصاب كلها معرضة للإصابة بما يسمى باعتلال الاعصاب الغولي العديد او المفرد.
أما الأذيات الدماغية فيمكن ان تتجلى بداء الصرع المتأخر الذي يتظاهر عند بعض المدمنين بنوبات من الإغماء والتشنج والتقلص الشديد.
تأثيرات الخمر على الوظيفة الجنسية
أكد الأطباء ان الخمر يزيد من شبق الأنثى فيضطرب سلوكها الجنسي.
وأكد البروفيسور فورل أن معظم حالات الحمل السِّفاحي حدثت أثناء الثمل.
كما تضطرب الدورة الطمثية لدى المرأة المدمنة وتصل الى سن اليأس قبل غيرها بعشر سنوات وتتأذى الخلايا المنتشة المؤدية الى ضرر في المبيضين.
أما الرجل فعلى الرغم من ازدياد الرغبة الجنسية في المراحل الأولى من الشرب الى أن القدرة عنده تتناقص بالكامل.
والغول يؤذي الخلايا المنتشية ويتلفها مؤديا الى ضمور الخصيتين وقبل هذا يمكن ظهور نطاف مشوهة يمكن أن تؤدي الى أجنة مشوهة.
المصدر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com