تربية وتعليمثقافة ومجتمع

كيف نربي أبناءنا في مرحلة المراهقة

مرحلة المتناقضات في حياة المراهق وطرق اجتيازها

كيف نربي أبناءنا في مرحلة المراهقة

المراهقة مرحلة مهمة في حياة الإنسان، فيها تكتمل شخصية المراهق وهي مرحلة اكتشاف وانفتاح وعطاء ، مرحلة اكتشاف حيث يسعى المراهق إلى اكتشاف ذاته في كل أبعادها الفيزيولوجية والنفسية والروحية والاجتماعية.

يسعى المراهق لاكتشاف مكانته ضمن الجماعة والأسرة في المدرسة والمجتمع.

ومرحلة انفتاح حيث يبدأ المراهق بتكوين صداقات مختلفة وينفتح على العالم الخارجي ومجموعات الشباب.

ومرحلة عطاء حيث يشعر المراهق أن لديه امكانيات كبيرة للبذل والعطاء.

مرحلة المراهقة ودور الأهل

مرحلة المراهقة ودور الأهل

مهمة الأهل فهم مراحل المراهقة والإحاطة بأبنائهم لإنشائهم نشأة سليمة وفق الدين والقيم الأخلاقية.

ومن المراحل المهمة والصعبة التي يتعرض لها المراهق مرحلة المتناقضات وهذه المرحلة يمكن التصدي لها والارتقاء بالمراهق وبناء شخصيته السليمة.

قد يعاني المراهق من ازدواجية في حياته هل يرتبط أم ينفصل، هل يلوذ بوالديه أم يتحداهم.

لذا يقع فريسة لهذه المتناقضات وغيرها، ومن هنا يصبح موقفه خليطاً بين سلوك طفل ومواقفه، وسلوك راشد ومواقفه.

المتناقضات في حياة المراهق

المراهق غير راض عن تصرفاته، يعاني من الألم والإحساس بالذنب.

فقد رسخ في ذهنه دائماً أن الآباء على حق، وعندما يحدث الصدام، يشعر المراهق أنه مسؤول عما حدث.

المراهقة الحب والتمرد على الوالدين

يقع المراهق في حيرة شديدة بين حبه لوالديه والتمرد عليهما.

فعندما يتمرد المراهق على والديه يجدانه صورة مختلفة تماماً عما ألفاه من ابن مطيع وخاضع.

حتى مع معرفتهما بما يمر به المراهق، فإنهما يتألمان ويتأثران لذلك.

التناقض بين الاعتماد والمسؤولية

اعتاد الابن أو الابنة الاعتماد على الوالدين في بداية حياتهما، فهما يوفران احتياجاتهما جميعها.

لكنهما يتفاجآن بأن الابن يثور على كل هذا ويريد اتخاذ قراراته بنفسه، وهما يخافان عليه لقلة خبرته في الحياة.

واتخاذه قرارات خطيرة كأن يريد الزواج وهو على أعتاب المراهقة أو يريد ترك الدراسة من أجل العمل.

رغبة المراهق من الخروج من الذات الطفولية

يريد المراهق الخروج من الذات الطفولية، ولكنه يشعر أنه لا يزال بحاجة الى والديه، وحمايتهم له.

فينتاب الأهل شعور غامض بأن الابن خرج عن طوعهما. والمراهق بدأ يدرك أنه له طريقه الخاص.

وأنه منجذب نحو المستقبل تاركاً ماضيه بعيداًعنه، فيخاف الآباء على أبنائهم من مخاطر المستقبل فيتمسكون أكثر بأبنائهم.

فيحاولون إيجاد الذرائع للحفاظ عليه ليكون امتداد لوالديه ولأسلوبهما في الحياة.

صراع التقليد وتحديد الهوية

يتصارع المراهق بين دافعان صراع التقليد ممن يعدهم قدوة في الدين أو في النجاح والشهرة والجمال ودافع لتحديد هويته الذاتية.

فالمراهق يبحث عن مفهوم ثابت قوي لذاته، ووضعه للآخرين ومكانته بينهم، ولا سيما بين زملائه من العمر نفسه.

فهو يهتم بصورته التي يراها الآخرون، كما يميل المراهق إلى تقليد المشهورين والناجحين ليكتسب مكانة كبيرة مثلهم.

والاقتداء ببعض النماذج الناجحة شيء رائع ومفيد، لكن الخوف من تقليد والاقتداء ببعض النماذج الفاسدة.

كما أن الأهل مطالبون بتقديم نماذج إيجابية لأولادهم لتوجيههم توجيهاً صحيحاً.

المثالية وحب الذات عند المراهق

المثالية وحب الذات عند المراهق

يسعى المراهق ليكون كريماً نبيلاً يفضل الآخرين على نفسه، ويفعل المستحيل من أجل ذلك ومساعدة زملائه حتى في قضايا لا تنسجم مع القيم الصالحة.

وفي الوقت نفسه يحس بنوع من الاهتمام المتمركز على الذات، فهو يريد أن يكون بارزاً متفوقاً على زملائه.

وهذا ما يسبب له بعض المشكلات في حياته، حتى يصل الى الحل التوفيقي المتزن ولكن ليس على حساب نفسه.

يحتاج المراهق أن يشعر بحب الناس واحترامهم له باعتباره راشداً، وفي نفس الوقت يحتاج إلى اللعب والمرح بوصفه طفلاً.

المسؤولية والانضباط

يحتاج المراهق أن يشعر أنه مسؤول وقائد مجموعة وفي الوقت نفسه يحتاج للانضباط وإلى أن يكون تابعاً.

فهو يريد أن يثبت نفسه بوصفه بالغاً يتحمل المسؤولية لكنه سريعاً ما يضيق بها.

كما يريد أن يتخذ قرارات بنفسه، لكنه يحتاج إلى من يساعده ويرشده دون أن يشعر أنه مازال طفلاً.

المراهقة الحرية والالتزام

هناك تناقض بين حاجة المراهق للحرية وحاجته للالتزام، فهو مازال بحاجة لمن يشعره بالالتزام والانضباط.

فالابن يحتاج الى الأب الذي يرشده ويوجهه كما أن الفتاة بحاجة الى أمها أيضاً لتحاسبها وترشدها.

فكثيراً ما يخطئ المراهق ويلقي اللوم على والديه الذين لم يحاسباه.

المراهقة وقيم الدين وقيم الشلة

التناقض بين قيم الشلة ومجموعة الأصدقاء والقيم الدينية التي تعلموها بالبيت والمدرسة والمسجد.

فالمراهق يحب إرضاء مجموعة الأصدقاء الذين يطلبون اليه أن يجاريهم بالتدخين والمعاكسات والمشاهدات الغير أخلاقية.

يحب الانتماء للشلة لكنه بنفس الوقت يشعر بالألم والذنب إذا فعل ما يتناقض مع مبادئه وأخلاقه.

تجاوز المراهق الصراع والتناقضات

كيف نجتاز هذا الصراع ونحتوي متناقضات المراهق لبناء شخصية سليمة؟

يمكن حسم المتناقضات من خلال عدة خطوات يتبعها الأهل مع أبنائهم:

  • أوصل لابنك أنه سيظل محبوباً بالرغم من كل تصرفاته لأن الحب فطرة.
  • ابن علاقة حب وصداقة مع ابنك وعامله كصديق.
  • أخبره أنك صديقه وأن عليه التعبير عن مشاعره لوالديه ويخبرهما بالقلق الذي يحيط به إن كان من الأسرة أو من غيرها.
  • ضع حدوداً وضوابط معقولة على سلوكهم.
  • تفهم أن الصراع في مرحلة المراهقة ليس حتمياً وملامحه ستطفو بقوة، ومهما كان يمكن حله بسهولة ويمكن تجنبه.

فالعلاقة السليمة بين المراهق والوالدين تجعل المراهق يعبر لمرحلة النضج بسهولة ويسر.

اجعلوا أبناءكم يعجبون بسلوككم الراقي في المعاملة عندها يحبوكم ويقلدوكم ولا يقلدوا غيركم فالتقليد حاجة نمائية تطلبها عميلة النمو الاجتماعي.

المصدر

الدكتور مصطفى أبو سعد استشاري نفسي وتربوي

إعداد وتنسيق نسيبة علي

شاهد أيضاً:

الخوف عند الأطفال وعلاجه

فرط الحركة وكثرة الحركة عند الأطفال

لغة الحب عند الأطفال 


جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com

يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية

يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام  Instagram وحساب تويتر Twitter

للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com

غدق

تقييم المستخدمون: 5 ( 3 أصوات)
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرحاء ايقاف مانع الاعلانات