الشاعر سوفوكليس Sophocles
الشاعر سوفوكليس : يوصف الشاعر سوفوكليس بأنه من بين مؤسسي فن التراجيديا اليونانية . فقد ولد هذا الشاعر المسرحي عام 496 ق.م في مدينة كولونوس باليونان.
ونبغ منذ صباه فقاد الجوقة – وهو في سن السادسةعشرة – التي كانت تنشد أناشيد النصر احتفالاً بمعركة سلاميس Salamis وانتصار اليونانيين على الفرس فيها عام 480 ق.م.
ونال الجائزة الأولى في إحدى المنافسات التمثيلية قبل الثلاثين من عمره، ثم فاز بها عشرين مرة حتى توفي.
الشاعر سوفوكليس واهتمامه بالعمل المسرحي
أضاف سوفوكليس الممثل الثالث Hypokrites إلى العمل المسرحي، ورفع أعضاء الكورس من 12 عضواً إلى 15 عضواً.
وهو أول من فكر في عمل بعض الرسوم في أقصى المسرح Scene وهي التي ترسم في الخلفية لتعططي فكرة مكان الرواية الممثلة.
وأهم ما ينسب إليه ما أحدثه من تغيير في فن التريلوجيا Trilogy، أي الثلاثية التي تتألف من ثلاث تراجيديات تتصل بموضوع واحد، فكأنها ثلاثة فصول في مسرحية واحدة .
ثم كانت هناك الدراما الهزلية التي تضاف إلى هذه التريلوجيا ، وبذلك يتكون من الأجزاء الأربعة ما يسمى بالتترولوجيا .
ورأة سوفوكليس أن يفصل بين هذه الأجزاء فصلاً تاماً، وجعل كل جزء منها يؤلف تراجيديا مستقلة.
مؤلفات الشاعر سوفوكليس
كتب سوفوكليس 130 تراجيديا، وقد أمكن حصر أسماء 109 منها، أما المسرحية الهزلية التي بقيت من كتاباته فهي ناقصة.
وكتب أولى مسرحياته الخالدة أنتيجون Antigone عام 442 ق.م والتي برزت منها شخصيته كمؤلف، ثم مسرحية أوديب ملكاً Oedipus Rex بعدها بعشر سنوات، ثم إلكترا Electra عام 420 ق.م.
وامتاز سوفوكليس بتمسكه بالأساليب القديمة وامتلاء نفسه بالتقوى والورع، وكان عاطفياً يدرك الآلام التي يتعرض له البشر.
فكانت كتاباته عاطفية تتحكم في المشاعر وتعالج العواطف البشرية معالجة بارعة. وقد تفوق في ذلك على الكثير من كتّاب المسرح الإغريق.
وكان إلى جانب هذا فناناً عظيماً تناول الأساطير القديمة بمزجها بعلمه في صورة محببة للنفس، وحاول التوفيق بيت التقاليد القديمة والأفكار التي راجت في عصره.
كذلك تتميز مسرحياته بكثرة الصور النسائية المتناقضة أحياناً، فيعرض إلكترا في صورة المرأة القاسية التي لا ترحم، والتي تركب الصعاب الكثيرة في سبيل الحصول على ما تصبو إليه.
وعندما تلحق بأبيها إساءة فهي لا تهدأ حتى تنتقم له ، وفي الوقت نفسه يصّور أختها في صورة الأنثى الضعيفة المستسلمة التي تخضع لما هو أقوى منها.
على أن أبرع ما أنتجه شاعرنا مصوراً للعواطف البشرية هو مسرحيته فيلوكتيتس Philoctetes التي يحلل فيها شخصية شاي يغرر برجل جريح كي يأخذ منه سهاماً تزعم الآلهة أنها تسبب النصر.
حتى إذا انتصر فعلاً يندم البطل على ما فعل، فإذا به يستعيد طبيعته الكريمة ويخضع لعواطفه النبيلة، ويرد السهام إلى صاحبها.
وقد أبدع سوفوكليس إيما إبداع في تصوير هذه الناحية، وكان ذلك النبل الذي ابداه البطل رفعه إلى مصاف الآلهة.
فلسفة الشاعر سوفوكليس
إذا كان سوفوكليس قد عنى بتصوير العواطف البشرية، إلا أنه لم يهمل الأسس التي جرت العادة أن تقوم عليها التراجيديا، وتنحصر في وجود جريمة من الجرائم، ثم تقرير عقاب لها.
وأن يحل العقاب بناء على نقمة الآلهة التي تصبها على المخالفين لأوامرها.
كذلك كان هناك ما يسمى بوراثة الجريمة، أي أنها لا تنصب على فاعلها فحسب، بل كانت الآلهة تنزل نقمتها على الفاعل الأصلي وعلى سلالته من بعده.
ثم أخيراً يظهر عدل الآلهة التي كانت تصفح آخر الأمر عن الضحايا الأبرياء. وتبدو هذه العناصر بأوضح صورها في مسرحيتي أوديب ملكاً وأنتيجون.
وقد بلغ إعجاب الأثينيين بالأخيرة حداً جعلهم أن يعرضوا المسحرية ثلاثين مرة متوالية. وكان ذلك أول حدث من نوعه في تاريخ المسرح الإغريقي.
وكان يعرض صفات الملك الطاغية الذي يصدر قرارات عمياء دون تروي أو جهد ذهني في نتائجها. وقد جلبت هذه القرارات عليه وعلى حكومته وبالاً شديداً.
ثم يصف سرعة تردد الحاكم الطاغية وكيف يحاول إلغاء حكم أصدره، فيعرض بذلك مشكلة نفسية عميقة لم يسبقه إليها مؤلف مسرحي.
وأحد الأمور الأخرى التي تميز بها هو أنه كان يعرض المشكلة وما يزال يعقدها تعقيداً شديداً، ثم إذا به في آخر الأمر يحلها حلاً مثيراً للعواطف والشفقة.
وتتلخص فلسفة الشاعر سوفوكليس في أن الإنسان ليس مسيّراً تماماً، بل هو مخيّر بعض الشيء، ل1ا فقد صوّر افنسانية كما يجب أن تكون.
المصادر
الشاعر سوفوكليس
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
2 تعليقات