شخصيات

أبو البقاء الرندي الأندلسي شاعر أندلسي

أبو البقاء الرندي وقصيدة رثاء الأندلس

أبو البقاء الرندي الأندلسي شاعر أندلسي

أبو البقاء الرندي : إنه الأمير والشاعر الكبير الأندلسي، ذو الثقافة والعلم والأدب، الشاعر والمؤلف في العديد من علم النصوص والحديث والفرائض وغيرها من الكثير من العلوم الشرعية.

الرندي الكاتب البليغ والناقد الذي يعد من أشهر نقاد الأندلس والمشهور في كتابه ” الوافي في نظم القوافي “.

أبو البقاء الرندي

هو أبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي مواليد 601 هجري وتوفي 684 هجري من رندة مدينة في الأندلس.

عاصر الرندي الفتن والأحداث والاضطرابات التي قامت في الداخل والخارج من بلاد الأندلس، وكان شاهداً على سقوط معظم الدويلات الأندلسية على يد الأسبان.

لا يوجد تفصيل كامل عن حياته بشكل عام، ولكنه اشتهر بقصيدته الرائعة ” رثاء الأندلس ” والتي تناقلها الناس حتى يومنا هذا، رغم أن له الكثير من القصائد غيرها.

يعد أبو البقاء الرندي من حفظة الحديث والفقه، وعُرف عنه أنه كان يبرع في نظم الكلام والنثر، وكان يجيد المدح والغزل والوصف والزهد.

وصفه عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة وقال عنه:

كان خاتمة الأدباء الأندلسيين وهو بارعٌ في التصرف وفي منظوم الكلام ونثره وهو فقيهاً وحافظاً فرضياً، له مقامات بديعة في أغراض شتى.

رندة مسقط رأس أبو البقاء الرندي

رندة مسقط رأس أبو البقاء الرندي

أبو البقاء الرندي : هي بلدة تقع في مالقة التابعة لأندلسية جنوب أسبانيا، كان بها مسجدٌ كبير من العهد الإسلامي، لكنه هُدم بعد خروج المسلمين منها.

وأقام الأسبان كتدرائية في مكانه، ولم يبق من المسجد سوى المحراب.

كان للأندلس نصيبٌ واسع من الحروب الصليبية التي غزت الشرق العربي، حيث اعتبر البابا أن الحرب على الأندلس مقدسة من أجل استقلالها عن المسلمين.

وبعد انهيار الأندلس الكبرى سقطت معظم الممالك والمدن الأندلسية العريقة والحصون المنيعة بيد الأسبان.

وفي القرن السابع ولد أبو البقاء الأندلسي وعاش وتوفي، ولقد رأى ما أصاب الأندلس العظيمة من التصدع والانهيار والضياع، فبكى وتأثر واستنهض العزائم والهمم لاستراجعها.

اشتهر أبو البقاء بقصيدته ” رثاء الأندلس ” التي رثى بها الأندلس بحسرة وحُرقة، وتعد هذه القصيدة مؤثرة جداً ونابعة من حماسه وغيرته على دينه ووطنه.

وحرض الرندي المسلمين على القتال والجهاد، ولقد اشتملت القصيدة على الوصف الدقيق لتلك الحالة التي صار إليها الرجال والنساء والأطفال والأسرى.

القصيدة التي عرف بها الرندي

أبو البقاء الرندي : تعد قصيدة رثاء الأندلس لأبو البقاء الرندي من القصائد الشاملة المؤثرة التي تحتوي على الكثير من الحكم والعبر وسرد قصص الأولين التي مرت على العرب.

وهي قصيدة تبكي لها العيون وتخشع لها القلوب من شدة ما أصاب المسلمين من بلاء في الأندلس، وهذا بسبب التفكك والشرذمة والطمع الذي أصاب المسلمين في ذلك الوقت.

وفي هذه القصيدة يستنجد الرندي ببني مرين وقبائل المرغوب وكل سامعي النداء من المسلمين ويدعوا للجهاد ويرثي ما ضاع من بلاد الأندلس.

شاهد هذه الشخصية :  شجرة الدر المرأة التي حكمت مصر

قصيدة رثاء الأندلس

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ          فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ

هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ         مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحد        ولا يدوم على حالٍ لها شان

يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ        إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ

أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ    وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ

وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ          وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ

وأين ما حازه قارون من ذهب      وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ

أتى على الكُل أمر لا مَرد له        حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا

وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك    كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ

دارَ الزّمانُ على دارا وقاتِلِه          وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ

كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ      يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ

فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة            وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ

وللحوادث سُلوان يسهلها             وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ

دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له       هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ

فاسأل بلنسيةً ما شأنُ مُرسيةً         وأينَ شاطبةٌ أمْ أينَ جَيَّانُ

وأين قُرطبة دارُ العلوم فكم          من عالمٍ قد سما فيها له شانُ

وأين حْمص وما تحويه من نزهٍ      ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ

قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما           عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ

تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ      كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ

على ديار من الإسلام خالية قد       أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ

حيث المساجد قد صارت كنائسَ      ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ

يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً        كأنها في مجال السبقِ عقبانُ

وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ          كأنها في ظلام النقع نيرانُ


المصادر

أبو البقاء الرندي إعداد وبحث: سمير الحوري

دعوة الحق – أبو البقاء الرندي مؤرشف من الأصل

البستي أبي الفتح علي بن محمد بن الحسين

القصيدة ضبطها عبد الفتاح أبو غدة


جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com

يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية

يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام  Instagram وحساب تويتر Twitter

للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com

غدق

تقييم المستخدمون: 5 ( 8 أصوات)
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرحاء ايقاف مانع الاعلانات