
مرض طيف التوحد وأعراضه وعلاجه
طيف التوحد عند الأطفال والبالغين، وما هي صفات الأطفال المصابين بالتوحد أنواع التوحد، أسباب التوحد، ومدى تأثير المرض على المدى البعيد.
وأيضاً علاج طيف التوحد، والبرامج السلوكية المقدمة لمرضى التوحد، ونظام تبادل الصور لمرضى التوحد.
طيف التوحد عند الأطفال والبالغين
تشير كلمة طيف إلى وجود تباين واسع في سلوك التوحد تكون على شكل طيف، ويمتد من حالات معتدلة إلى حالات حادة وغالباً ما يصف الأطباء المرض بأنه اضطراب نمائي واسع الانتشار، وهو ما يعني أنه يصيب كل نواحي حياة الطفل اليومية.
وتستخدم كلمة التوحد للشخص المنطوي على نفسه بشكل غير عادي.
يختلف اضطراب طيف التوحد عن الإعاقة الذهنية على الرغم من أن الكثير من مرضى التوحد يُعانون من كلا الحالتين.
ويؤكد نظام تصنيف اضطرابات طيف التوحد على أنه ضمن الطيف الواسع للمرض، قد تتباين سماته من حيث الشدة أو الوضع.
تبدأ أعراض التوحد بالظهور في أول سنتين من الحياة، ولكن الأشكال البسيطة من المرض قد لا يمكن تمييزها حتى وصول.
الطفل إلى عمر المدرسة
تشير آخر الإحصائيات إلى أن اضطرابات طيف التوحد تحدث بمعدل حالة لكل 68 شخصًا، ويكون أكثر شيوعًا عند الذكور بنسبة 4 أضعاف بالمقارنة مع الإناث.
صفات الأطفال المصابين بطيف التوحد
يوجد ثلاث عناصر لتشخيص الإصابة بالتوحد، وتظهر على الطفل المصاب إحدى الصفات أو جميعها
صعوبات في استخدام اللغة للتواصل مع الآباء أو مع الأطفال الأخرين.
فقد يكون هناك تأخر بالكلام أو يمكن أن يستخدم الطفل اشارات صعبة الإدراك أو عدم إدراكه هو للكلام الموجه له.
صعوبة تكوين علاقات مع الآخرين، فيبدو عليه نقص الوعي بالآخرين، وعدم رغبته التواصل معهم والتقاء العيون.
صعوبات بالتظاهر باللعب والخيال، فيرغب بالتوحد وممارسة الأنشطة التي تتكرر بشكل عادي.
أنواع طيف التوحد
- التوحد الكلاسيكي
يكون الطفل مصاباً بالتوحد الكلاسيكي عندما تظهر عليه جميع صفات التوحد، يكون الطفل لديه صعوبة في استعمال اللغة أو لا لغة لديه بالأساس، ويبدو لا يريد الاندماج بالمجتمع واللعب مع الأطفال الآخرين.
وعادة ما يعاني طفل التوحد من صعوبات في التعلم وهذا ما يكون له تأثير واضح في جميع نواحي حياته.
ويعد التوحد الكلاسيكي أعلى الحالات من اضطراب طيف التوحد.
- متلازمة آسبرجر
تكون الإصابة بمتلازمة أسبرجر عندما يقوم الطفل في أعوامه الثلاثة الأولى بتطوير اللغة لديه بشكل طبيعي.
إلا أنه بالرغم من تطوير اللغة لديه يتسم كلامه بصفات غريبة، فقد يطور كلمات لغوية ممتازة مع قدرة على استعمال مفردات لتوصيل المعنى بشكل صحيح، إلا أن انسيابية كلامه واتزانه تبدو كما لو أنهما صادران عن انسان آلي ،مع صوت رنان و طابع رسمي على نحو غريب.
كما أنه تتطور لديه صعوبات خطيرة في النواحي الاجتماعية والتي تؤثر على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، فمثلا يتحدث عن موضوع يهمه ولا يستطيع انتباهه ملل الآخرين ويبقى مستمراً بالحديث، كما أنه لا يدرك أن الحقيقة تكون موجعة بتوجيه صفة للآخرين، فهو لا يعرف إلا أن يقول ما يرى.
وهو لا يتقصد أن يكون فظاً، كما يعاني من صعوبة في إدراك المزح والدعابة.
أسباب طيف التوحد
لا يمكن فهم الأسباب الصحية للتوحد بشكل كامل، إذ تشير الأدلة الطبية أن الأطفال يولدون باضطراب التوحد ولا يصابون به.
والإجماع هو أن التوحد ينشأ على أسس بيولوجية، ولم يتم التأكيد بعد ما إذا كانت الإصابة به ناتجة عن لا
توازن كيميائي أو من اختلاف تشريحي والوظيفي للمخ.
وثمة أدلة دامغة على وجود قوي لعنصر وراثي في الإصابة بالتوحد، ومن المهم التأكيد على أنه لا توجد أي دلائل بحثية على وجود علاقة ما بين التوحد والتنشئة الأبوية الناقصة أو الغير ملائمة.
كما لا يوجد أي دليل موضوعي يشير إلى أن العوامل البيئية مثل نمو الجنين في الرحم أو الصعوبات في الوضع أو النظام الغذائي في الطفولة أو التحصينات والإصابات بمرحلة الطفولة أو التلوث، هي من العوامل الأساسية للإصابة بالتوحد.
إلا أنه اعتبرت جميع تلك العوامل أسباب محتملة للإصابة ولكن بدون وجود أدلة بحثية كافية.
مدى تأثير التوحد
ثمة جدل حول مدى التأثير الفعلي لاضطراب التوحد، والسبب الرئيسي هو أن بعض الدراسات حاولت التعرف فقط على الحالات الكلاسيكية الحادة من التوحد.
وبالتالي كانت التقديرات منخفضة، كما استخدمت بعض التقديرات الأخرى معايير أقل صرامة بضم جميع الحالات ممن يعانون من بعض علامات الإصابة بمرض التوحد.
ولذا يمكن أن اعتبار عدد المصابون بمرض التوحد أكبر.
خطورة التوحد وما إذا كانت طويلة الأمد
أجمع الأطباء على أن التوحد يدوم مدى الحياة ولا يوجد دليل بحثي يؤكد على أنه يمكن علاج التوحد.
وتشير الدراسات على المدى الطويل إلى أن الذين يتم تشخيصهم بالإصابة باضطراب التوحد يستمرون في المعاناة من الصفات المرتبطة به مدى الحياة.
لكن ثمة أدلة جيدة تشير إلى أنه يمكن تقليص حدة أعراض الاضطراب ومساعدة الأهل والمصاب للتعايش معه.
يعيش بعض الأطفال المصابين بالتوحد ( متلازمة آسبرجر) حياتهم المستقلة كبالغين ويمكن أن يجدوا لأنفسهم زوجة، ويتزوجون وينجبون أطفالاً.
في حين يعيش البعض حياة نصف مستقلة بدعم من العائلة والخدمات الاجتماعية، وتعيش الأقلية من المصابين في عيادات متخصصة.
علاج طيف التوحد
لا توجد أدوية محددة لعلاج اضطراب التوحد، إلا أن ثمة أدوية مختلفة تستخدم للسيطرة على أعراض طيف
التوحد .
فأحياناً يصف الاطباء دواء “ريتالين ” لمساعدة الطفل على تركيز انتباهه.
العلاج من دون أدوية
وذلك عن طريق البرامج التربوية التي تهدف إلى مساعدة أطفال التوحد للتعايش بشكل أكبر مع صعوباتهم.
البرامج السلوكية المقدمة لأطفال التوحد
الأدلة قليلة على نجاح البرامج السلوكية لأطفال طيف التوحد ولكن هذا لا يعني أن ليس لها نتائج.
أي سلوك يمكن أن يكون خطوة إيجابية للأفضل، وتكون البرامج متفاوتة في كثافتها، بعضها يتم تنفيذه في جميع ساعات النهار مع الجمع المستمر بين بالغ وطفل.
وهناك برامج الأخرى تكون أقل كثافة تكون على شكل قصص اجتماعية مكتوبة بالتفصيل تقدم المشورة للطفل المتوحد حول السلوكيات القويمة.
ولذلك يصبح أكثر اندماجاً بالحياة، وينصح الأطباء بأن يكون العلاج مبكراً لتكون النتائج أفضل.
نظام التواصل مع اطفال التوحد بتبادل الصور
القدرة على التواصل من الأكثر ضررا لمريض طيف التوحد ولا سيما استخدام اللغة المنطوقة، إذ يُظهر بعض المصابين بالتوحد تطوير محدود للغة الكلامية.
ويعتبر نظام التواصل بتبادل الصور برنامجاً بسيطاً للتواصل المستمر للأطفال.
وهو يستخدم في بعض المدارس المتخصصة لبدء اللغة، وإذا كان من غير المرجح أن يستخدم طفل التوحد اللغة اللفظية، فقد يكون قادراً على تعلم كيفية استخدام مجموعة من الصور.
بطاقات الصور التي تعرض أشياء يحبها
هناك ألعاب أو أي صورة تعبر عن مجسم من الموجودات في حياة الطفل، فيستخدم الطفل الصورة للتعبير عن الشيء الذي يرغب به أو الذي يحبه أو تعبر عن حاجته لشيء معين.
مزايا نظام تبادل الصور
عندما يتم الطلب من جانب الطفل يكون واضحاً ومقصوداً، إذ يسلم الطفل الصورة للبالغ فيتم فهم طلبه فوراً.
يسهل تبادل الصور لطفل التوحد التواصل مع الآخرين، ومن الضروري وجود تنسيق باستخدام الصور سواء في المدرسة أو مع الأهل في البيت.
يعمل علاج التوحد بشكل أفضل إذا تم التنسيق عبر بيئات مختلفة ،آباء ، أمهات ، الرعاية والمعالجين.
المصادر
من كتاب التوحد ، فرط الحركة ، خلل القراءة والأداء [ البروفيسور كولين تيريل ]
الدكتورة [ تيري باسنجر ]
كتابة المقال: نسيبة علي
تنسيق وإعداد المقال: فريق عمل موقع غدق
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد