
ماذا تعرف عن اربيل أو أربل أو هولير أو Hewlêr
اربيل أو إربل هكذا يطلق عليها بالعربية الفصحى ، أو هولير بالكردية – Hewlêr ههولێر ،و باللغة السريانية – ܐܪܒܝܠ ، هي مدينة عراقية ومركز محافظة أربيل وعاصمة إقليم كردستان العراق.
تعد أربيل أو هولير رابع أكبر مدينة من حيث عدد السكان في العراق بعد بغداد و البصرة و الموصل و هي السادسة من حيث المساحة ، بتعداد سكان قرابة 1.5 مليون ونصف نسمة .
وتبعد عن بغداد حوالي 360 كم وعن الموصل 85 كم وعن السليمانية حوالي 140 كم وعن كركوك حوالي 109 كم.
الأغلبية من سكان هولير مدينة من الأخوة الكرد بالأضافة إلى أقليات أخرى كالتركمان والعرب والأرمن والآشوريين وهناك الكثير من الوافدين السوريين .
تُعد أربيل من أقدم المدن التي استمر بها الإستيطان البشريّ بالعالم ، ويرجع تاريخ استيطان هضاب قلعة أربيل إلى خمس آلاف سنةٍ قبل الميلاد .
تعاقبت عليها سيطرة العديد من الإمبراطورية مثل الجوتية و الحضارة الآشورية و البارثية و السلوقية و الساسانية وصارت جزء من الدولة الأموية وبعدها الدولة العباسية ثم الدولة العثمانية قبل أن تصبح مع تقسيم الدولة العثمانية ضمن حدود المملكة العراقية منذ عام 1920.
تسمية اربيل
لقد ورد اسم أربيل في أحد النصوص المسمارية القديمة والمدونات التأريخية من مختلف العهود وتكاد أن تكون من بين المدن الآشورية الوحيدة التي ظلت مستوطَنة ومحافظة على اسمها القديم إلى يومنا هذا .
في كردستان وباللغة الكُرديّة تعرف بـ هولير « ههولێر » محافظات إقليم كردستان بأسمائها الرسمية ، في المنتصف ” هولير “.
تاريخ اربيل القديم
كانت المنطقة التي تقع فيها أربيل إلى حد كبير تحت السيطرة السومرية من قرابة عام 3000 قبل الميلاد ، حتى ظهور الإمبراطورية الأكدية (2335-2154 قبل الميلاد)، ارتبط الصراع بين جوتيوم والإمبراطورية الأكدية بانهيار الإمبراطورية في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، ليحكم الجوتيين تلك المناطق وشكلوا مملكة جوتيوم .
أصبحت هولير جزء من مملكة آشور بحلول القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد وحتى نهاية القرن 7 قبل الميلاد، وعرفت في السجلات الآشورية بأشكال مختلفة .
جاء بعد ذلك حكم الميديون وأصبحت جزء من الإمبراطورية الميدية لتستمر حتى عام 549 قبل الميلاد ، لتشهد أربيل حكم الإمبراطورية الأخمينية ، والإمبراطورية المقدونية ، والإمبراطورية السلوقية ، والإمبراطورية الأرمنية ، والإمبراطورية البارثية ، والإمبراطورية الرومانية ، والإمبراطورية الساسانية ، فضلاً عن كونها أصبحت عاصمة لدولة الرافد ( حدياب ) بين منتصف القرن الثاني قبل الميلاد وأوائل القرن الثاني الميلادي .
اربيل هي اقدم مدينة مأهولة بالسكان حتي الآن في العالم .
وظهر اسمها في المدونات التأريخية ، حيث ورد اقدم تسمية للمدينة سنة 2300 ق.م ، وقد ذكرت في نص مسماري يعود الى الكوتيين ، ذكرها الملك (أريدوبزر) بصيغة (اوربيليوم).
وكذلك ورد اسمها كبلدة عامرة بالحياة وكأحدى الاملاك السومرية في كتابات الملك السومري (شولكي) من سلاله أور الثالثة نحو 2000 ق.م، وورد اسم اربيل لدى السومريين بنفس الصيغة الكوتية اي ( أوربيللوم ).
السومريون هم أول شعب ظهر في منطقة مابين النهرين ووضع اللبنة الاساس لحضارة مابين الرافدين كاقدم حضارة انسانية، ولم يستقر العلماء حتى الآن علي رأي حول اصلهم بشكل قطعي ونهائي.
هناك آلاف المواقع الأثرية في محافظة أربيل بالشكل الذي يمكن اعتباره مستودعا للاثار والحضارة، وهي الشاهد على التأريخ الحضاري الموغل في القدم للمدينة.
ولعل كهف شاندر الشهير يقدم الدليل القاطع على قدم الحياة والعمران على هذه الارض وشاهدا كبيرا على عراقة تأريخ منطقة أربيل، يقع هذا الكهف في أقصي الشمال الشرقي من المحافظة وقد استوطنه الانسان منذ مائة ألف عام قبل الآن، وربما قبل ذلك بكثير، وقد عثر الآثاريون على هياكل عظمية في الكهف تعود الى عشرات القرون قبل الآن، احدى هذه الهايكل العظمية تعود الى 45 ألف عام خلت وهي محفوظة في المتحف العراقي في بغداد.
ذكر الأكديون في النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد اسم أربيل بصيغة ( اوربيل ).
أما الاشوريون منذ منتصف الالفية الثالثة حتى منتصف الالفية الاولى قبل الميلاد، فانهم ذكروها باسم (أربا- ئيلو) أي الاله الاربعة لانها كانت مدينة الإله عشتار .
وفي عصر الامبراطوريات الشرقية ورد اسم اربيل في الكتابات الايرانية القديمة بصيغة (أربيره).
ودوّن الاغريق اسمها بصيغ عدة منها (أربيللا، أربيلاس، أربيليس) وجاء اسم المدينة في كتب المؤرخين والبلدانيين المسلمين بصيغة اربيل واربل (أرض الخضرة).
شهدت أطراف أربيل إحدى اهم المعارك التأريخية (معركة أربيللا أو كوكميلا) بين الاسكندر الكبير ودارا الاخمينى في القرن الرابع قبل الميلاد.
ويطلق الكرد على عاصمتهم اسم (هولير) خولير (اي معبد الشمس)، وهناك تفسيرات عديدة للفرق بين لفظتي (أربيل) و(هولير).
مدينة اربيل والسهل المحيط بها كانتا دوما جزءا مهما من الدول التي أقامتها الاقوام الزاكروسية من خوريين وميتانيين وكوتيين وكاشيين وأورارتو وميديين وغيرهم.
وكذلك جزءا حيويا من الامبراطوريات التي تشكلت في شرق المنطقة أو غربها أو جنوبها، وبذلك كانت أربيل على مدى أكثر من خمسين قرنا مدينة عامرة ومأهولة بالسكان. تتوسع تارة وتمتد بعيدا عن القلعة وتزخر بالعمران والتجارة والمنزلة الدينية والسياسية والادارية، وتنحسر تارة اخرى وتتقلص الى داخل حدود القلعة التي كانت السند الذي حمى المدينة من الفناء والتلاشي رغم تقلبات الزمان.
الحكم الإسلامي في اربيل
انجبت أربيل الكثيرين من العلماء والمؤرخين ورجال الدين الضليعين بشؤون الدين والشريعة وشعراء وفنانين كبار ورجال دولة وسياسة، ومن أبرز الشخصيات التي تنتسب الى أربيل، الشخصية الاسلامية الشهيرة والقائد الاسطوري صلاح الدين الايوبي (1137-1193م) الذي ينتسب أجداده الى قرية دوين شمال أربيل .
وفي أواخر العهد العثماني كانت أربيل جزءا من ولاية شهرزور التي كانت كركوك مركزا لها، ثم أصبحت جزءا من ولاية الموصل.
في عام 1923 م اصبحت اربيل محافظة ( لواء ) عراقي تحت الوصاية البريطانية وثم تعين ( أحمد عثمان ) في نفس العام كأول محافظ (متصرف) لأربيل.
هولير عاصمة منطقة كردستان للحكم الذاتي منذ عام 1974 وعاصمة اقليم كوردستان العراق منذ عام 1992.
وهي الآن تحمل بين ثناياها عبق ماض عتيد وحاضر مشرق.
ونظرا للتطور العمراني الكبير والنموّ المتزايد التي شهدته المدينة، تم ترشيحها عراقيا ونالت لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2014 على مستوى البلدان العربية.
عاصرت المنطقة ملوكا وقادة كبار مثل الاسكندر المقدوني وصلاح الدين الأيوبي وكانت في العهد الآشوري مركزا رئيسيا لعبادة الآلهة عشتار وكان الآشوريين يقدسون اربيل ويحجوا أليها ملوكهم قبل الأقدام على أي حملة عسكرية.
القرن الثالث بعد الميلاد : أصبحت أربيل مسيحية وسميت باسم آرامي حدياب ، وصارت من أهم مراكز المسيحية العراقية (النسطورية) ، وقد فتح المسلمون قلعة أربيل وما يجاورها في خلافة عمر بن الخطاب في سنة 32 هـ، بقيادة عتبة بن فرقد .
وخلال الفتح الإسلامي لبلاد الأكراد ، أعترضتهم مقاومة منهم ، حيث كان للأكراد قلاع وحصون ومعاقل يتحصنون فيها ، وألف علي بن محمد المدائني المتوفي عام 225 هـ، كتابا أطلق عليه اسم كتاب القلاع والاكراد وتناول فيه حكم الأكراد في قلعة أربيل وكيفية فتح تلك القلعة من قبل المسلمين، وذكر ذلك ابن النديم في كتابه الفهرسة، وياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء.
ويوجد في اربيل أكثر من 110 تلًا وموقعاً اثرياً يرجع تاريخها إلى العصر الحجري ومنها في حقبة الفتح الإسلامي ومن أهم المعالم الأثرية قلعة اربيل وتل السيد احمد و المنارة المظفرية .
وتتألف محافظة أربيل من خمسة أقضية تتبعها إحدى عشر ناحية أما الأقضية الخمسة هي :
- قضاء مخمور
- قضاء كويسنجق
- قضاء راوندوز
- قضاء رانية
- قضاء زيبار
أما أهم مدنها فهي :
- كويسنجق
- خبات
- مخمو
- الكوير
- قراج
- الصديق
- خليفان
- راوندوز
- شقلاوة
- حري
- صلاح الدين
- العصور الوسطى
التاريخ الحديث لأربيل
شهدت مدينة أربيل بعد عام 2003 تطورا كبيرا من الناحية العمرانية ، حيث جددت حكومة إقليم كردستان الشوارع العامة وساهمت في توسيعها وانشاء الحدائق العامة والمتنزهات الضخمة وتجديد البنايات القديمة واعطاء حقوق الاستثمار لشركات عالمية ووطنية لبناء مشاريع عملاقة .
ومن أهم المشاريع مشروع مطار أربيل الدولي ، إضافة إلى بناء مجمعات سكنية جديدة وفق معاير حديثة ومراكز تسوق ضخمة ومشاريع ترفيهية كما .
وأصبحت قلعة اربيل التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي واصبحت هذه المدينة مركزًا للعيش المشترك بين قومياتها المتعددة من اكراد وتركمان وسريان وكلدان وعرب في وقت تعج فيه المنطقة بصراعات طائفية وعرقية.
جغرافيا أربيل
تقع مدينة اربيل مركز محافظة هولير في شمال العراق وتحد المحافظة من الشمال تركيا ومن الشمال الشرقي إيران وتبلغ مساحتها (15074) كم مربع وتقع المدينة في منطقة سهليّة وتبعد عن نهر الزاب الكبير حوالي 35 كيلومتراً.
المناخ في أربيل
مدينة هولير ذات مناخ انتقالي بين مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي وتنخفض فيها الرطوبة ودرجات الحرارة في الشتاء بينما يكون الجو معتدلاً في الصيف .
وكانت مدينة أربيل تعتبر العاصمة الصيفية للعراق في زمن النظام السابق ، وذلك لأهميتها التاريخية عبر العصور ولكونها مركزا ثقافيا وحضاريا موثرا في شمال العراق .
المصادر
موقع غدق
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com