فيروس كورونا كيف يقتل المصابين به
فيروس كورونا حير الأطباء بطريقة فتكه بالمرضى
فيروس كورنا كيف يقتل المصابين به
فيروس كورونا : لجأ الكثير من الأطباء حول العالم إلى عقاقير تضعف الاستجابة المناعية، ولكن هذا الأمر قد يتسبب بتعطيل مقاومة الجسم المناعية.
فيروس كورونا كيف يقتل مرضاه
تشدنا الحيرة بشكل كبير حول ما إذا كان فيروس كورونا المستجد هو فعلاً الذي يتسبب في تدمير أعضاء جسد المريض في نهاية الأمر.
أو ربما تكون استجابة الجهاز المناعي هي التي تجعل من الصعوبة على الأطباء تحديد طرق مناسبة لعلاج المصابين بهذا الفيروس.
وقد أشارت البيانات الإكلينيكية بأن الجهاز المناعي يلعب دوراً كبيراً في تدهور الحالة الصحية لمرضى كورونا والذي يتسبب بوفاتهم.
وهذا تسبب أيضاً بإطلاق حركة لاتخاذ علاجات معينة مثل الستيرويدات التي تكبح جماح الاستجابة المناعية في جسد المصابين بفيروس كورونا.
ولكن بعض أنواع العلاجات عمل على نطاق كبير في تثبيط الجهاز المناعي، وهذا يزيد المخاوف من احتمال تسببها في إعاقة قدرة الجسم على إبقاء الفيروس تحت السيطرة.
وفي الوقت الذي تمتلئ فيه المستشفيات في جميع أنحاء العالم بالمرضى المصابين بفيروس كورنا، يكافح الأطباء في جمع البيانات غير المكتملة.
والتأكد قبل نشر أوراق بحثية لم تخضع لمراجعة مقارنات بهدف إيجاد طرق تساعد المرضى على الشفاء.
ويشارك الكثير من الأطباء تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل ويجرب بعض الأطباء المزج بين علاجات غير مُثبتة، في محاولة يائسة لإنقاذ حياة المرضى.
يشاهد الأطباء حالة المرضى تتدهور أمام أعينهم، فيتشكل لديهم دافع قوي للغاية للاستعانة بأي علاج يظنون أنه ربما يكون فعالًا.
ما الذي يفعله فيروس كورونا بجسد المريض
أشارت تحليلات مبكرة خاصة بالمرضى المصابين بفيروس كورونا في الصين إلى أن ما يدمر الرئتين ويؤدي إلى الوفاة ربما لا يكون الفيروس.
وجدوا أن فرط الاستجابة المناعية للعدوى قد يسهم بدوره في ذلك، فبعض مرضى كورونا المستجد ممن حالاتهم حرجة كانت لديهم مستويات عالية من بروتينات تسمّى “السيتوكين” في الدم.
السيتوكين هي بروتينات تملك القدرة على تعزيز الاستجابات المناعية، وتشمل هذه البروتينات بروتين تأشير صغير، وإن كان فعالًا يُسمى إنترلوكين-6.
وبالنسبة إلى بعض مكونات الجهاز المناعي، وتحديداً خلايا تُسمى ” البلاعم الكبيرة ” فإن وجود الإنترلوكين-6 هو بمثابة دعوة استنفار لها.
تزيد البلاعم الكبيرة عملية الالتهاب، وبإمكانها تدمير خلايا الرئة السليمة.
يمكن لعملية إفراز بروتينات السيتوكين تلك ما يُعرف بعاصفة السيتوكين أن تَحدث أيضاً مع فيروسات أخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
إن المضاد الأمثل لهذه الحالة سيكون عقار يوقف عمل بروتين إنترلوكين-6 وحده، وبالتالي يقلل من تدفق البلاعم الكبيرة إلى داخل الرئتين.
هذه العقاقير تُعرف باسم مثبطات الإنترلوكين-6، تُستخدم بالفعل لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، واضطرابات أخرى.
أحد من تلك العقاقير يُعرف باسم ” توسيليزوماب Tocilizumab ” جرت الموافقة عليه في الصين لعلاج المصابين بفيروس كوفيد-19.
الاستجابات المناعية
لكن عقار توسيليزوماب غير متوفر بما يكفي على المستوى العالمي، ومن ثم بدأ كثير من العاملين في القطاع الطبي معالجة مرضاهم بالستيرويدات.
تستطيع مثبطات الإنترلوكين-6 أن تكبح الاستجابات المناعية التي يتحكم فيها الإنترلوكين-6 دون غيرها.
وهو ما يسمح باستمرار الاستجابات المناعية الأخرى التي بإمكانها مساعدة الجسم على محاربة فيروس كورونا .
الستيرويدات قد يكون تأثيرها خفيف لقدرة الجسم الإجمالية على محاربة العدوى، إذ أن تلك الأدوية لن تكبح البلاعم الكبيرة.
الستيرويدات تستمد تأثيرها المثبط إلى الخلايا المناعية المعروفة الخلايا التائية CD4 ذات الأهمية البالغة في عملية بدء الاستجابة المناعية.
وكذلك الخلايا التائية CD8 هي خلايا مضادة للفيروسات، وقاتلة لها في الجسم، تملك القدرة على تدمير الخلايا المصابة بدقةٍ أعلى، مقارنةً بالبلاعم الكبيرة.
عندما تسوء الأوضاع تُضاف الستيرويدات إلى العلاج.
هناك اختبارات على الستيرويدات وغيرها من العقاقير المثبطة للمناعة ضد فيروس كورونا في تجارب إكلينيكية.
في هذه التجربة سوف تستخدم جرعات قليلة نسبياً من الستيرويدات، مع إنه لا يوصى في العادة باستخدام جرعات أكبر.
إلا أنه لم يصدر حكم قطعي فيما يتعلق بالجرعات الأقل، فضلاً عن أن جهات مسؤولة عديدة من بينها منظمة الصحة العالمية توصي بإجراء هذه التجارب.
الأضرار الناجمة عن الاختبارات
إن خليط الأضرار الناجمة عن الفيروس وعن الاستجابة المناعية للجسم ليس مستبعداً.
إن فيروسات النوروفيروس على سبيل المثال تتسبب في الإصابة بالمرض على الفور، في حالة شبيهة بعمليات الكر والفر.
التأثير المرضي يعود إلى الفيروس نفسه، لكن على النقيض من ذلك فإن الأشخاص الذين تصيبهم عدوى فيروسات معينة مثل فيروس الكورونا لا تظهر عليهم الأعراض المَرضية إلا بعد مرور عدة أيام من لحظة العدوى.
الأضرار الجانبية الناجمة عن الاستجابة المناعية قد أسهمت في تفاقم المرض، إلا أنه من الصعب تمييز إسهام كل من الفيروس والاستجابة المناعية في المرض.
المصادر
Rheumatology →
Dmd Guide →
منظمة الصحة العالمية →
كاتب المقال: سمير الحوري
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
3 تعليقات