حقائق ومعلومات عن عظمة البحار والمحيطات
عظمة البحار والمحيطات : تشغل البحار و المحيطات حيزاً كبيراً من سطح الأرض يبلغ نحو ثلاثة أرباعه وتختلف صفات الماء عن الأرض بسهولة تدفقه من جهة إلى أخرى، حاملاً الدفء أو البرودة.
وله قوة انعكاس جيدة للإشعاع الشمسي ، ولذا فإن درجة حرارة البحار لا ترتفع كثيراً أثناء النهار ، ولا تنخفض بسرعة أثناء الليل ،فلا تختلف درجة الحرارة أثناء الليل عن النهار بأكثر من درجتين فقط.
عظمة البحار والمحيطات
ويقول أحد العلماء في عظمة البحار والمحيطات ، أن البحر يباري الزمان في دوامه ويدوم الخلود في بقائه ، تمر آلاف الأعوام بل وعشرات الألوف والملايين ، وهو في يومه وفي أمسه وغده ،تنقلب الجبال أودية والأودية جبالاً .
وقد دلت الأبحاث العلمية أن أقصى أعماق البحار تعادل أقصى علو الجبال ، وقد صرح الكابتن جاك إيف كوستو مكتشف أعماق البحر في أوائل سبتمبر ١٩٥٦ بأنه قد أمكن التقاط صور فوتوغرافية على عمق ٢٥٠٨٠ قدماً وأنه اكتشف ألواناً جديدة من الحياة وأنواعاً لا عهد للعلم بها ،وتدل الصور التي التقطت على قاع المحيط على أن قاع المحيط ليس منبسطاً كما كان مفهوماً.
تاريخ البحار
عظمة البحار والمحيطات : لقد اعتقد الإنسان قديماً بخرافات عديدة عن البحار والمحيطات ولم تتوفر للبحار آنذاك معرفة علمية حقيقية عن الأحوال السائدة في أعماق البحار ، حيث كانت المعلومات عن التيارات البحرية نادرة وهذا ماحدا بالخرافات إلى الإحاطة بالبحار الراكدة التي لا يمكن أن تعبرها البواخر.
وحيث اعتقد الرومان القدماء بوجود أسماك مصاصة لها تأثيرات سحرية على أيقاف حركة السفن ، ورغم أن القدماء كانوا على علم بأن الرياح تؤثر على الأمواج والتيارات السطحية إلا أنه كان من الصعوبة بمكان معرفة شيء عن الحركات الداخلية في البحار .
ويبين تاريخ العلوم أن الدراسات المتصلة بعلوم البحار وأعماقها لم تبدأ الا في بداية القرن الثامن عشر عندما اخترعت الأجهزة المناسبة لمثل هذه الدراسات الدقيقة.
ومن هذه الأجهزة التي استعملت لقياس عمق نفاذ الضوء في مياه المحيط هو قرص سيتشي ( these hidisk ) وهو عبارة عن قرص أبيض يتم إنزاله في الماء ليسجل العمق الذي تتعذر رؤيته كنقطة قياسية.
ومع نهاية القرن التاسع عشر تم استخدام الوسائل التصويرية التي تم تطويرها خلال الثلاثينات من القرن العشرين حيث استعملت الخلايا الكهروضوئية ، ويعود الفضل في تفسير ظاهرة الأمواج الداخلية للدكتور إيكمان في أوائل القرن العشرين.
حقائق علمية عن عظمة البحار والمحيطات
عظمة البحار والمحيطات : إن البحار والمحيطات مغطاة بسحب ركامية كثيفة تحجب قسمة كبيراً من ضوء الشمس تمتص مياه البحار ألوان الطيف الضوئي تدريجياً كلما زاد هذه الألوان تعمقاً تنشأ مستويات من الظلمات داخل هذه البحار ويشتد الظلام بعد عمق ١٠٠٠ متر حتى إذا أخرج الإنسان يده لم يرها.
” كشفت علوم البحار الحديثة عن وجود أمواج عاتية في البحار العميقة “
استطاع العلماء من مشاهدة الأسماك في البحار العميقة على عمق يتراوح بين 600 الى 2700 متر والتي تستخدم أعضاء مضيئة لترى في الظلام وتلتقط فريستها.
- التفسير العلمي في عظمة البحار والمحيطات
كشفت علوم البحار الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين عن أسرار مدهشة في أعماق البحار والمحيطات، ومنها ظاهرتين هما :
ظاهرة ظلمات البحر العميقة
غالباً ما تكون البحار والمحيطات مغطاة بسحب ركامية كثيفة تحجب قسماً كبيراً من ضوء الشمس، كما يظهر في أكثر صور الأقمار الاصطناعية ، فتعكس هذه الغيوم كمية كبيرة من أشعة الشمس وتحجب قسماً كبيراً من ضوئها، واما الضوء الباقي فيعكس الماء قسماً منه، ويمتص القسم الآخر الذي يتناقص تناقصاً رأسياً مع تزايد عمق المياه، وهذا ما أشارت اليه الموسوعة البريطانية.
وقد ذكر العالم جيرلوف في كتابه Marine optics أنه ينخفض مستوى الإضاءة في مياه المحيط المكشوفة إلى نسبة ١٠ ٪ من مستواه عند السطح على عمق 135 وإلى ٠١ ٫٠٪ على عمق 190 متر ويشتد الظلام بعد عمق 1000 متر حتى إذا أخرج الإنسان يده لا يراها.
هذه الحقائق العلمية ذكرها القرآن الكريم الذي أُنزل على عرب في الصحراء لا يعرفون السباحة ولا خوض البحار والمحيطات حيث جاء في الآية الأربعين من سورة النور قوله تعالى ” أو كظلمات في بحر لجيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور “.
هذه الآية تطابق مع الحقائق إذ قررت أن البحار العميقة غالباً ما يعلوها السحاب وقول الله تعالى ” كظلمات ” تدل على انعدام الرؤية ويؤكد ذلك في قوله ” لجيّ ” فاللجي هو الشديد الظلمة والعمق، والأسماك في ذاك العمق ليس لها عيون بل أنها مجهزة بنور بيولوجي كما ورد في الموسوعة البريطانية وهذا وجه قوله تعالى ” ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور “.
طيف الضوء إلى البحار تتناسب عكساً مع ازدياد العمق فكلما زاد العمق نشأت ظلمة حالت دون رؤية بعض ألوان الطيف الضوئي ولذلك قال الله تعالى ” ظلمات ” ولم يقل ظلمة، وقال ” ظلمات بعضها فوض بعض “.
لاحظ الدكتور “وليام هي” أن الصيادين قادرون على استخدام الاختلاف الظاهر في لون الماء لتحديد العمق بدقة ملحوظه، وأبسط جهاز علمي لقياس عمق نفاذ الضوء في مياه المحيط هو قرص سيتشي الذي يتم انزاله في الماء ليسجل العمق الذي تتعذر رؤيته كنقاط قياسية أساسية.
ظاهرة حركة الأمواج اللجية
عظمة البحار والمحيطات : إن صورة طبقات الأمواج التي تعلو إحداها الأخرى على سطح البحر تأخذ بالعقول وهذه الظاهرة للأمواج معروفة تماماً لدى البحارة والصيادين.
ولكن الشيء الأشد غرابة الذي لم يعرفه الإنسان إلا قبل مئة سنة فقط هو تلك الأمواج الداخلية الموجودة في أعماق البحر، والتي تتولد على امتداد السطح الفاصل بين طبقتين من المياه المختلفة من حيث الكثافة والضغط والحرارة والمد والجزر وتأثير الرياح.
والاختلاف في كثافة المحيط المفتوح أقل منه في المناطق الساحلية التي تصب فيها المياه العذبة من أنهار وجداول وغيرها ويتشكل السطح الفاصل بين الكثافات المختلفة عند منطقة الهبوط الحراري الرئيسي فيفصل مياه السطح الدافئة عن مياه الأعماق الباردة.
وقد يتراوح سمك طبقة المياه الدافئة من بضع عشرات إلى مئات الأمتار وهذه الأمواج التي تتشكل على هذا السطح الفاصل بين الطبقتين المائيتين المختلفتين في الكثافة والملوحة والحرارة ، تشبه الموجات السطحية .
ولكن لا يمكن أن تشاهد بسهولة من فوق سطح الماء وتستهلك عملية تكونها جزءا كبيرا من الطاقة التي كان يمكن استخدامها لدفع سفينة ما إلى الأمام.
فنجد بعض السفن التي تبحر في المياه تفقد فجأة قدرتها على التقدم داخلة فيما يعرف ظاهرة المياه الراكدة التي كان الفضل في تفسيرها ودراستها للدكتور السويدي “فان إيكمان” في اوائل القرن العشرين كما جاء في الموسوعة البريطانية.
بحر لجي يغشاه موج
قال تعالى” في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ” والمعنى أن الموج يغشى البحر اللجي وهذا ما أكده علماء البحار حيث قالوا بأن البحر اللجي العميق يختلف عن السطح البحري وأن الأمواج الداخلية لا تتكون الا في منطقة الانفصال بين البحر السطحي والبحر العميق.
ولهذه الأمواج الداخلية أنواع مختلفة أهمها ما ينشأ في المضايق والقنوات فمثلاً عند مضيق جبل طارق يتسبب التدفق الداخلي للتيار السطحي القوي والتدفق الخارجي للتيار السفلي في دخول الأمواج الداخلية من المحيط الأطلسي إلى المضيق كأنها أمواج متكسرة مثل الأمواج المزبدة على الشاطئ مما يتسبب في قدر كبير من الاضطرابات الداخلية.
إذن ، هناك سحاب وهناك موج سطحي وأمواج داخلية ، فإذا سقط الشعاع الضوئي من الشمس فإن السحاب يمتص بعضه فتحدث ظلمة، فإذا سقط على الموج السطحي عكس هذا الموج بعضه بعضاً فإذا نزل الشعاع إلى الموج الداخلي انعكس وحدثت ظلمة ثم إن كثافة الماء العميق تمتص ما بقي من أشعة الشمس على عمق 1000 متر فيتم الظلام في هذه المنطقة في البحر اللجي العميق.
المصدر
عظمة البحار والمحيطات إعداد : نسيبة علي
شاهد أيضاً:
المناطق القطبية التأثير المناخي عليها
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد