قراءة في رواية عزازيل للكاتب يوسف زيدان
رواية عزازيل : لعلّي لا أجافي الحقيقة إن قلت إن هذه الرواية رواية عزازيل مذهلة وذاهلة، ليس بما تقدمه من شواهد تاريخية.
وشخصيات سبق أن مرت بنا عبر قراءات متعددة، ولكن بلغتها الأنيقة، والتي حاول المؤلف قدر جهده نقلنا للغة الزمن البعيد.
لكنها لغة صادقة معبرة عرف كيف يرسم العبارات بحرفية وذكاء شعرنا أنه تعب حقا من أجل بعض المفردات التي استعملها.
مراجعة رواية عزازيل
رواية تعبر العالم وتختصر الزمن وتفتح الباب على القرن الرابع الميلادي حيث الصراع الكنسي وبداية تكوين المذاهب المسيحية.
والصراع الدائر: هل مريم العذراء أمّ إله أم هي أمّ بشر به بشارة ونبوة.
الدين والسلطة الدنيوية ومن يستغل الآخر ومن ينتصر للحق؟ ماذا يعكس الماضي على الحاضر؟
وأي إسقاطات أرادها الكاتب من خلف روايته وهو يحرك الراهب الذي يتخيل لفائفه الجلدية وما كتب فيها.
هي رواية عميقة تمزج تساؤلات الإنسان وحيرته بفلسفة اللاهوت، فإذا كانت الفلسفة هي الروح التي تحرك المادة.
فإن يوسف زيدان خير من وظفها وخير من نقل أحاسيس الراهب المصري القادم من بدايات النيل وهو يتحسس أرض مصر.
هذا الراهب يترك مخطوطات في دير بحلب ليجدها المترجم المتخيل وينطلق منها، لكن هذا المترجم (المؤلف) ذكي جداً.
بين آن وآخر يظهر لنا ليجد عبارات مهمشة باللغة العربية ليقول لنا: (أنا هنا).
رواية عزازيل لا تعزل اللاهوتي عن الإنسان، الإنسان بجماله وشعره وموسيقاه وروحانيته من جهة، وحيوانيته ونزقه من جهة أخرى.
الشيطان (عزازيل ) أو إبليس، هو ينبع من داخل الإنسان، هذا الإنسان الذي تتحرك في داخله مختلف الاتجاهات.
وقد يكون عالماً متحركاً ومتضارباً مع بعض، ومن خلال هذا الإنسان الراهب العابد الحيواني، العالم والمتعلم والباحث، يقدم الكاتب روايته.
الراهب المصري القادم من بدايات مصر والباحث في الطب والراغب بالنبوغ فيه، يلف الأماكن باحثاً عن أصل الدين المسيحي.
في أورشليم (القدس)، في انطاكية وفي حلب، ويمر في البداية على الإسكندرية حيث يجد أن معهد دراسة الطب قد هُدم.
تصدمه الاسكندرية مرتين، مرة في خلافاتها الدينية وتعسف وتطرف رهبانها ومنعهم العلم غير العلم اللاهوتي وما يشتق منه أو عنه.
ومرة في عشقه والذي ترفضه الحبيبة وتطرده عندما علمت أنه مسيحي وأنه متخذ طريقاً للرهبنة.
وهي الوثنية التي قتل المسيحيون زوجها وحاربوا أهل ديانتها وحطموا معابدهم.
اقتباسات من الرواية
الحقائق التي نصل إليها بالمنطق وبالرياضيات، إن لم نستشعرها بأرواحنا، فسوف تظل حقائق باردة، أو نظل نحن قاصرين عن إدراك روعة إدراكنا لها.
أي ذكرى مؤلمة بالضرورة، حتى لو كانت من ذكريات اللحظات الهانئة، فتلك أيضا مؤلمة لفواتها.
النوم هبة إلهية لولاها لاجتاح العالم الجنون.
مراجعة مهند علي النعيمي
إعداد وتنسيق نسيبة علي
شاهد أيضاً:
مراجعة رواية فردقان للكاتب يوسف زيدان
قراءة في كتاب لماذا ننام للكاتب ماثيو ووكر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com