
جوزيبي فيردي Giuseppe Verdi والأوبرا الإيطالية
جوزيبي فيردي كان وطنياً إيطالياً كبيراً يتوق الى اليوم الذي تتوحد فيه كل الدويلات الإيطالية في دولة واحدة ووطن واحد .
وبعضاً من أوبراته كان يستوحي فيها تاريخ بلاده ، وكان متطلعاً لأن تتحرر وتستقل الدول الصغيرة .
فن الأوبرا ارتبط دائماً بإيطاليا ، إذ يتقنه الإيطاليون اتقاناً عالياً وممتازاً .
ورغم أن الأوبرا انتشرت حالياً في كل أنحاء العالم ، فإن إيطاليا ما زالت بالتأكيد هي النبع الأول للاوبرا ، حيث بدأت ثم تطورت .
وقد دعت إلى ذلك أسباب مختلفة ، لأن بعضاً من كبار مؤلفي الأوبرا إيطاليون ، وعلى سبيل المثال لا الحصر :
- الموسيقار بوتشيني ( مؤلف أوبرا سيدة الفراشة Madam Butterfly ) .
- روسيني مؤلف أوبرا حلاق إشبيليا The Barber Of Sevlle .
وربما أشهرهم اسماً في عالم الأوبرا الإيطالية هو جوزيبي فيردي .
فأعماله تعزف سنوياُ في أكبر دور الأوبرا العالمية مثل :
- دار أوبرا ميلانو .
- دار أوبرا فيينا .
- أوبرا كوفنت غاردن في لندن .
- أوبرا الميتروبوليتان في نيويورك .
حيث يعدونه واحداً من أعظم مؤلفي هذا الفن .
وعلى خلاف بعض الموسيقيين ، فإن عظمته كانت أيضاً تتصل بحياته الشخصية كما هي متصلة بفنه المرموق .
فإنه نجح في كل منهما غنى وشهرة رغم أنه عانى من الفقر في بدء حياته .
بداية رحلة جوزيبي فيردي
جوزيبي فيردي والذي ولد في سنة 1813 كان ابناً لموظف بسيط يعمل في حانوت في قرية إيطالية صغيرة اسمها ( ليه رونكول ) .
وكان أول لقاء لأذنه مع الموسيقا في كنيسة القرية ، ولم يكن عمره يتعدى السابعة عندا التحق بفرقة منشديها وأصبح واحداً من صبية الكورال وشماساً صغيراً .
وهناك حكاية تروى عنه في تلك الفترة ، ذلك أنه هام بالموسيقا وأخذ يعزف سارحاً حتى أن القس غضب منه ، لأن فيردي الصغير بدأ يهمل ما قد أسنده إليه .
فما كان منه إلا أن صفعه على وجهه مما قذف به متدحرجاً على سلم الهيكل .
ولكن سرعان ما اكتشفوا في الصبي موهبته الموسيقية .
ومن هنا بدأ عازف الأورغن في إعطائه دروساً ، وبعد سنوات قليلة مات العازف ، فعيّن تلميذه فيردي ولم يتعدى عمره 12 سنة مكانه .
وقد عاش فيردي لعدة سنوات في فقر مدقع .
وربما ظل طوال حياته مجرد عازف أورغن لامع ، لو لم يتلق معاونة كريمة ، تلك التي وهبه صديق غني لوالده اسمه باريتس ، عندما أعجب إيّما إعجاب بموهبته المبكرة وبتأليفه الموسيقى وبالطريقة التي يعزف بها على الأورغن .
فضم فيردي الصغير الى أسرته وأسكنه معه ، ثم بسط يده بالمعونة المادية ليستكمل تعليمه في كونسرفتوار ميلانو ، وكان يعد من أحسن معاهد تعليم الموسيقا .
ولكن خاب أمله ، إذ لم يقبله الكونسرفتوار طالباً بحجة أن عمره أكبر من أن يلتحق به .
ومرة أخرى رأى باريتس الذي أصرّ على تعليمه أن يلتحق فيردي بمعهد خاص للموسيقا في ميلانو أيضاً ، مهما كلفه ذلك من مال دفعه له .
ومن هنا بدأ صلة فيردي بدار أوبرا ألاسكالا .
باكورة أعمال جوزيبي فيردي للأوبرا
تمر ثمان سنوات ويصبح عمر فيردي 26 سنة ، عندما قدمت له دار ألاسكالا أول أوبرا له . وكان نجاحها عظيماً مما بدا معه أن الحظ سيكون حليفه .
ولكن ما لبث قدره أن تعثر في سلسلة من المتاعب الأليمة . فقبلها بثلاث سنوات كان قد تزوج من ابنة باريتس وأنجبا طفلين .
ولكن بعد سنتين ماتت الزوجة والطفلان . وتبع ذلك ، وربما كان بسبب ما أصابه ، سقوط أوبراه الثانية .
ومع ذلك ، وبعدها بعامين كتب أوبرا جديدة ، لاقت نجاحاً مدوياً وكان اسمها ( Nebuchadnezzar ) ، وكانت تصور الجهاد من أجل الحرية .
وقد شاع نجاحه خاصة في شمال إيطاليا حيث كان يطلق على هذه المنطقة حينئذ اسم لومباردي ، وكان هذا الإقليم يطالب وقتئذ بحريته من النمسا لينضم الى الأقاليم الإيطالية .
وفي السنوات التالية بدأ يحتضن ويساند الحركة الوطنية ، فكتب أوبرا مثيرة تصف أنغامها معكرة ليجنانو والتي هزم فيها منذ سنوات طويلة اللومبارديون قوات إمبراطور النمسا فريدريك باربروسا .
وأكثر من هذا فقد أصبح اسم فيردي صرخة للحرية ، ذلك أن اسم العاهل الذي كانت تريده غالبية اللومبارديين كان الملك فيكتور عمانوئيل .
وقد شاءت الصدفة أن تكون حروف اسم فيردي هي نفسها لحروف الأولى لملك إيطاليا وصفته : Victor Emmanuel re de italia .
الشهرة
وفي أثناء ذلك بدأت أوبرات فيردي تضفي عليه الشهرة في كل أنحاء أوروبا ، وبدأ تنهال عليه طلبات جديدة وتعاقدات ليؤلف أوبرات جديدة من عواصم العالم .
لندن ، باريس ، بطرسبورج ، ومصر هي التي كتب لها أشهر أوبراته ( عايدة ) .
وظل يؤلف وله من العمر 80 سنة . إذ كتب آخر أوبرا له وهي فالستاف . وكان يبدو دائماً العجوز المرح السعيد جداً اللامع الفكر .
وفاته
مات عندما بلغ 82 من العمر بعد أن حقق الكثير في حياته الطويلة . لا لأنه ألّف 30 أوبرا فقط ، ولكن لأنه ابتدع أسلوباً أوبرالياً جديداً .
فقبل أن يجيء كانت الأوبرا رشيقة الأداء وأخاذة ، ولكنها تفتقر الى الدراما والصراع الدنيوي .
فأعطاها فيردي دفعة جديدة ، وشحنة ثائرة من التطور .
وكما قدّم لعالم الموسيقا فإنه قام بدور كبير في تحرير إيطاليا .
كذلك وهب الأعمال الخيرية الكثير من ماله خاصة تلك المستشفى وبيت للعجزة من الموسيقيين ، وفيها مات عام 1901 ثم دفن بالقرب منها .
أهم أعماله المعروفة
من أهم أعماله المعروفة نذكر في هذا المقال :
- أوبرا عايدة .
- أوبرا ريجوليتو .
- التروفاتوري .
- أوبرا عطيل .
- لاترافياتا .
- فالستاف
- قداس ركويم ( أشهر أعماله غير الأوبرالية ) .
المصدر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد