الغضب والانفعال وآثاره السلبية على الإنسان
الغضب والانفعال : لقد ركب الله تعالى في الإنسان العديد من الغرائز والأحاسيس، فهو يتأثر بما يجري حوله ويتفاعل بما يشاهد ويسمع الآخرين، فيضحك ويبكي، ويفرح ويحزن، ويرضى ويغضب ويحزن، إلى آخر تلك الانفعالات النفسية.
ومن الأمور التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاسترسال فيها “الغضب” فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت”
وسائل تخفيف الغضب والانفعال
- الوضوء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ” حديث ضعيف حسنه بعض العلماء.
- أن يغير الإنسان وضعيته
يغير الإنسان وضعيته من القيام إلى القعود او الاضجاع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح ” إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فيضجع “.
آثار الغضب والانفعال
كشف الطب الحديث أن هناك العديد من التغيرات التي يحدثها الغضب في جسم الإنسان فالغدة الكظرية التي تقع فوق الكليتين تفرز نوعين من الهرمونات هما هرمون الأدرينالين وهرمون النور أدرينالين، فهرمون الادرينالين يكون افرازه استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط النفسي، كالخوف أو الغضب وقد يفرز أيضاً لنقص السكر.
وعادة ما يفرزه الهرمونان معاً ، وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب، فتضطرب وتتسارع وتتقلص معه عضلة القلب، ويزداد استهلاكها للأكسجين.
الغضب والانفعال يؤدي الى رفع مستوى الهرمونين في الدم وبالتالي زيادة ضربات القلب، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
لذلك ينصح الأطباء مرضاهم بتجنب الانفعال والغضب وأن يبتعد عن مسبباته، وكذلك مرضى السكر لأن الأدرينالين يزيد من سكر الدم.
و قد ثبت علميا أن كمية هرمون النور أدرينالين في الدم تزداد ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عند الوقوف وقفة هادئة لمدة خمس دقائق، وأما الادرينالين فإنه يرتفع ارتفاعاً بسيطاً بالوقوف وأما الضغوط النفسية والانفعالات فهي التي تسبب زيادة مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة .
فإن كان الوقوف وقفة هادئة لمدة خمس دقائق يضاعف كمية النور أدرينالين وإذا كان الغضب والانفعال يزيد كمية الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة فكيف اذا اجتمع الاثنان معاً الوقوف والغضب.
لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الغاضب أن كان قائما فليجلس فإن لم يذهب عنه فليضجع.
التعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الغضب والانفعال : أي أن العبد إذا غضب لاذ بالله تعالى وسأله أن يعينه على العضب الذي تسبب به الشيطان الرجيم.
عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح ” إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه “
ثبت علمياً أن الغضب كصورة من صور الانفعال النفسي يؤثر على القلب الشخص الذي يغضب تأثير العدو أو الجري على القلب، وانفعال الغضب يزيد من عدد مرات انقباضاته في الدقيقة الواحدة فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها القلب أو التي تخرج منه إلى الأوعية الدموية مع كل واحدة من هذه الانقباضات أو النبضات.
وهذا يجهد القلب لأنه يقسره على زيادة عمله عن معدلات العمل الذي يفترض أن يؤديه بصفة عادية أو ظروف معينة إلا أن العدو أو الجري إن هو أراد ذلك أما في العضب لا يستطيع الإنسان على غضبه لا سيما وإن كان قد اعتاد على عدم التحكم في مشاعره .
وقد لوحظ أن الإنسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم ويزيد عن معدله الطبيعي، حيث إن قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد المطلوب كما أن شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي يستطيع أن تمرر أو أن تسمح بمرور أو سريان تلك الكمية من الدماء الزائدة التي يضخها هذا القلب المنفعل ولهذا يرتفع الضغط عند الغضب.
الغضب والانفعال الصريح والغضب المكبوت
اكدت دراسة أمريكية أن الغضب الصريح والغضب المكبوت يؤديان إلى الأضرار نفسها وإن اختلفت حدتها ففي حالة الكبت قد يصل الأمر عند التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحياناً إلى الإصابة بالسرطان.
أما في حالة الغضب والانفعال الصريح وتكراره فإنه يمكن أن يؤدي إلى الأضرار بشرايين القلب واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة، لأن الانفجار موجات الغضب قد يزيد اشتعالاً ويصبح من الصعب التحكم في الانفعال مهما كان ضئيلاً .
فالحالة الجسمانية للفرد لا تتفصل عن حالته النفسية مما يجعله يسري بسرعة إلى الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز إحدى الغدد إلى حد سد الطريق أمام جهاز المناعة في الجسم وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها.
والأخطر من هذا كله أنه بعض الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه والمنطلقة من غدة حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة بالتقلص عند حدوث أزمات نفسية خطيرة، وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غيبة النشاط الطبيعي لجهاز المناعة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بعدم الغضب.
المصدر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد