البيضة الكونية في الأساطير القديمة
البيضة الكونية هي أسطورة قديمة تتحدث عن بداية الكون، وهي مصطلح وثني قديم يبرر خلق الكون وكيف نشأت الآلهة.
أي أن البيضة الكونية هي البؤرة المفترضة التى ضمت كل مادة الكون وطاقته قبل الانفجار العظيم الذي تتحدث عنه نظرية الانفجار العظيم في العصر الحديث.
أسطورة البيضة الكونية في الحضارة الإغريقية
تقول أسطورة البيضة الكونية أنه في البداية وضعت نيكس، وهي طائر ذو أجنحة سوداء، بيضة مخصبة من أيثر الهواء، فخرج من هذه البيضة إيروسEros إله الحب والرغبة المجنح بأجنحة ذهبية.
وفي قصة أخرى كانت البيضة في الفوضى كاوس محاطة بالظلام ايريبوس الذي كان عاملاً من عوامل الفوضى والعدم.
حسب هومروس، صاحب الميثولوجيا الإغريقية الإلياذة ، خرج أوكيانوس إله النهر وأصل الآلهة من البيضة، وثيتيس Tethys إلهة البحر وولد لهما 3000 ذكر و3000 أنثى منها أفروديت إلهة الحب.
وهناك قصة أخرى للتكوين، حسب هيسيودس، تحكي أنه في البداية كانت الفوضى كاوس ومنها خلقت الأرض غايا التي ولدت السماء أورانوس والبحر بونتوس وإيروس إله الحب.
ثم تجامعت غايا وأورانوس وأنجبت ثلاث سكالبة وإثنا عشرعملاقاً تيتان أصغرهم كرونوس الذي تزوج ريا وولدا كبير الآلهة زيوس.
البيضة الكونية في الحضارة المصرية القديمة
والبيضة الكونية هى أحد رموز علم نشأة الكون فى مصر القديمة ، وهي واحدة من 5 نظريات رئيسية فى مصر القديمه كانت تحكي قصة الخلق.
حيث تقول الأسطورة أن أول ما خرج للوجود من مياه الأزل هو النور الالهي رع، الذي خرج على هيئة طائر انبثق من بيضة كونية.
وكان خروج طائر النور رع هو الحدث الكوني الأعظم فى تاريخ نشأة الكون وتطوره .
وهناك 4 روايات مختلفة أخرى لطريقة خروج رع، الرواية الأولى تحكي أن الأوزة الكونية سيب قامت بوضع البيضة فوق تل أزلي.
والرواية الثانية أن طائر الأيبيس هو من وضع البيضة الكونية.
والرواية الثالثة تحكي عن انبثاق النور الالهي من بين أوراق زهرة لوتس كونية خرجت من مياه الأزل على شكل طفل وليد يسمى نفر – توم.
أما الرواية الرابعة فتحكي عن انبثاق النور الالهي أيضاً من زهرة لوتس على شكل جعران تحول إلى طفل وليد أخذ فى البكاء، ومن دموعه كان خلق البشر.
وكان الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) هو تكرار لقصة خروج طائر النور من البيضة فى الأزل.
وهناك البيضة الكونية التي شكّلها الإله خنوم من طمي النيل باستخدام دولاب الفخار.
البيضة الكونية في الهندوسية
أوجدت الهندوسية صلة بين محتوى البيض وبنية الكون، فالقشرة تمثل الجنة، والزلال يمثل الهواء النقي، أما المح فيمثل الأرض.
وتصف الكتابات الهندوسية، تشاندوجيا أوبانيشاد عملية خلق الكون بتشكيل الإله برجابتي للبيضة وخروجه منها.
ففي البدء كان الكون عدماً، ثم وجد على شكل بيضة، وبعد فترة من السكون امتدت لنحو سنة، انقسمت قشرة البيضة نصفين.
نصف منهما كان من الفضة والآخر من الذهب، وما كان من فضة فهو الأرض، وما كان من ذهب هو السماء، أما ما انبعث من داخلها فكان الشمس براهمن.
البيضة الكونية عند الزرادشتية
تحكي أسطورة الخلق في الديانة الزرادشتية عن صراع مستمر بين الخير والشر.
وأثناء هدنة طويلة استمرت لعدة آلاف من السنين، ألقى الشر بنفسه في الهاوية، ووضع الخير بيضة، وهي تمثل الكون حيث تتدلى الأرض من القبة السماوية الزرقاء في منتصف المسافة بين الخير والشر.
لكن يتمكن الشر من اختراق البيضة ليعود إلى الأرض، وهكذا استأنفت القوتان معركتهما.
البيضة الكونية وبيض الفصح
البيض من أهم رموز الاحتفال بعيد الفصح، وكان تلوينه وتزيينه رمزاً للاحتفال ببداية الحياة على سطح الأرض.
ففي القرن الأول الميلادي، تم اعتماد العنقاء كرمز مسيحي، حيث نجدها حاضرة في الفن المسيحي القديم على شواهد القبور، وفي الكنائس، واللوحات الزيتية، والمنحوتات.
وحسبما تقول الروايات فإن بيضة عيد الفصح هي البيضة التي خرجت منها العنقاء للحياة من جديد.
ويقال أن أصل عيد الفصح هو الاحتفال بعشتار، إلهة الخصوبة والجنس عند الحضارة الآشورية الآشوريين والبابليين، وكانت من رموزها البيضة والأرنب.
وحين قرر الإمبراطور قسطنطين تنصير الإمبراطورية، تغيّر هذا العيد ليمثل يسوع المسيح وقيامته.
لكن جذوره تعود لعيد الفصح (Easter) وهي طريقة نطق عشتار الذي هو عيد خاص للاحتفال والاحتفاء بالخصوبة والجنس.
البيضة الكونية في فنلندا
يحكى في فنلندا أن لونوتار ابنة الطبيعة، حين كانت تطفو ذات مّة فوق مياه البحر، هبط على على ركبتيها نسر وبنى عشاً، ووضع عدداً من البيض.
وبعد عدة أيام انبعثت الحرارة من البيض وآلمت لوناتار التي حركت ركبتيها وقذفته بعيداً، فسقط البيض وتهشم، فتشكّل العالم من الأجزاء المهشمة.
النصف العلوي السموات، والسفلي الأرض، والمُحُّ الشمس، والزلال القمر.
البيضة الكونية والمعتقدات الصينية
هناك العديد من الأساطير في الصين التي تتمركز حول البيضة الكونية، بما في ذلك فكرة أن الكائن الأول، أو أن بعض البشر ولودوا في البدء من البيض.
ويرجع البالانجانيين ( Palangs) أصولهم لأميرة الناجا التي باضت ثلاث بيضات.
ووفقاً لمعتقد قديم لا يقتل الصينيون الغراب لأنه هو من وضع البيضة الأم التي ينحدر منها الصينيون جميعاً.
المصدر
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد