مرض الانسداد الرئوي المزمن
الانسداد الرئوي المزمن : يعاني الأشخاص المصابون بمرض الإنسداد الرئوي معاناة كبيرة يتحملونها بصمت إذ غالباً ما ينتابهم شعور خاطئ بأن إصابتهم هي ذنبهم وأنهم لم يعد بإمكانهم فعل شيء ويعد التدخين السبب الرئيسي للانسداد الرئوي لكنه ليس السبب الوحيد .
ولا يتمثل تشخيص مرض الانسداد الرئوي بالحكم بالموت ، وعلى الرغم من أن هذا المرض يفرض قيوداً على الشخص المصاب يؤثر أيضاً في حياة الأشخاص الذي يقومون برعاية المريض ويضع عبئاً كبيراً على عاتق الخدمات الصحية غير أن التعايش مع المرض لا يحتاج كفاح يومي ، فهناك أدوية وعلاج لتخفيف الأعراض .
ما هو داء الانسداد الرئوي المزمن
هو إعاقة تحدث في الرئتين وتشتمل على حدوث تلف لا يمكن تجنبه في الرئة ، لذلك لا يمكن أن تعود الرئة للعمل بالقدرة نفسها ، يتضمن داء الانسداد الرئوي مرضيين رئويين مرتبطين ببعضهما وهما :
- الالتهاب الشعبي المزمن
- انتفاخ الرئة
ويوجد التهاب دائم في المسالك الهوائية في حالة داء الانسداد الرئوي المزمن ويبدأ ضيق التنفس بشكل تدريجي مع مرور الوقت
الالتهاب الشعبي المزمن
ينتج عن التهاب مجاري الهواء في الرئة مما يتسبب في ضيق مجرى الهواء ويمكن أن يؤدي إلى قصور في التنفس أو حدوث صفير ويتسم هذا المرض بحدوث سعال وخروج بلغم .
انتفاخ الرئة
يصيب هذا المرض الحويصلات العميقة في الرئتين حيث يتلف الأكسجين الممتص بمجرى الدم بسبب المواد السامة كدخان التبغ ، يتطور المرض عندما تضخم الحويصلات الهوائية وتصبح غير قادرة على العمل بشكل سليم ، مما يؤدي إلى سوء أيصال الأكسجين إلى الدورة الدموية .
كيف يتنفس الإنسان
ينتقل الهواء إلى الأنف والرئتين عن طريق الأنف والفم ثم عن طريق القصبة الهوائية قبل أن ينتقل إلى الرئة اليمنى واليسرى .
ويتكون مجرى التنفس للرئة من القصبة الهوائية والتي تنقسم في نهايتها إلى أنبوبتين رئيسيتين وهما : الشعبة الرئيسية اليمنى والشعبة الرئيسية اليسرى .
تنقسم هاتان الشعبتان إلى أقسام أصغر تعرف بالشعبيات قبل الوصول في النهاية إلى الحويصلات الهوائية التي يدخل الهواء عبرها إلى مجرى الدم .
أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن
يعتاد الكثير من الناس على داء الانسداد الرئوي دون أن يدركوا أنهم مصابون به وخصوصاً في المراحل المبكرة منه .
يجد الإنسان نفسه يتعب بسهولة عند القيام بعمل ما أو يلهث عند السير على منحدر ، يخرج المصابون بداء الانسداد الرئوي البلغم باستمرار وخاصة في الصباح مع السعال المستمر .
الانسداد الرئوي المزمن يجد المصاب صعوبة بإخراج البلغم من الرئتين ، ويكون البلغم صافياً ويؤدي تغير لونه الى اللون الأخضر أو اللون البني وكثافته إلى وجود عدوى .
أسباب الانسداد الرئوي المزمن
- التدخين
وهو سبب مباشر لأكثر من %90 من حالات داء الانسداد الرئوي ، يوجد 4000 مادة في التبغ يصنف 250 منها بأنها مواد سامة فيما 60 تتسبب بالإصابة بمرض السرطان في الجسم .
فدخان التبغ يتلف الرئتين ويتسبب بالتهاب الممرات الهوائية وإثارتها و القطران الموجود في قطران التبغ يجرح الأهداب والشعيرات الصغيرة الموجودة على طول الممرات الهوائية .
كما يزيد التدخين من إمكانية نشوء عدوى في الصدر ، لأن القطران اللزج يغطي الأهداب ويدمر قدراتها ، وقد يؤدي اللهاث المتزايد والتدهور السريع في داء الإنسداد الرئوي الى حدوث عدوى تلو الأخرى في الرئتين .
- نقص الفا -1 انتي تريبسين
الانسداد الرئوي المزمن يلحق دخان التبغ ضرراً بالرئتين يجذب الخلايا الالتهابية التي تطلق مادة الأنزيم يعرف باسم إيلا ستا يدمر الإستين وهو مكون مهم في نسيج الرئة .
يتم حماية الرئة من الآثار الضارة المحتملة لإنزيم إيلاستاز بواسطة مانع النشاط الكيميائي بواسطة الفا -1 انتي تريبسين فبمنعه لهذه التأثيرات الضارة يكون الفا-1 قادراً على حماية الرئتين من التلف أثناء حدوث العدوى والتعرض للمواد المهيجة كدخان التبغ .
ويؤدي التدخين المستمر الى ابطال مفعول الفا-1 في الحماية والوقاية .
عدوى الصدر
الانسداد الرئوي المزمن يصيب الانسداد الرئوي الأشخاص الذي عانوا من عدوى الصدر كالأطفال ، اذ يمكن أن يضعف نمو الرئة بسبب العدوى ، كما أن التعرض للمواد السامة كالتبغ يزيد من خطورة الانسداد الرئوي .
توسع القصيبات والربو المزمن
سوء الهضم ودخول حمض المعدة للرئتين من خلال تيار عكسي من المريء والأهداب التي لا تعمل بشكل سليم تؤدي إلى تفريغ البلغم بشكل غير فعال .
وهناك حالة جينية تعرف باسم “ التليف المثاني ” تسد الأنابيب الشعبية بمخاط لزج يؤدي إلى حدوث التهاب مستمر ، أما الربو ينتج عن التهاب وضيق في الممرات التنفسية .
حالات التعرض المهنية
يمكن أن يحدث داء الانسداد الرئوي من التعرض للأبخرة الكيميائية والأتربة العضوية ، كأدخنة اللحام و غبار الفحم فيمكن أن تتلف الرئتان نتيجة استنشاق مركبات ضارة أثناء العمل .
تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن
يمكن تشخيص المرض من خلال عدة فحوص وهي :
- قياس التنفس
- اختبار وظيفة الرئة
- فحص الصدر بالأشعة السينية
- التصوير المخبري
- التصوير المقطعي المحوسب
علاج داء الانسداد الرئوي بالأدوية
هناك العلاج الدوائي و العلاج بالاستنشاق ، وهو العلاج الأكثر فاعلية في الوقاية وتحديد الأمراض وتخفيف أعراض داء الانسداد الرئوي ، اذ يوزع جهاز الاستنشاق الدواء بسرعة عبر الممرات الهوائية لتخفيف الأعراض فوراً .
ويقسم علاج الاستنشاق الى مجموعتين أساسيتين :
- العلاج المخفف
الأدوية المنقذة يمكن أن تريحك فوراً من ضيق التنفس أو الصفير ولا توجد أوقات محددة لتلك الأدوية اذا يجب تناولها عند الحاجة فقط .
- العلاج الواقي
الانسداد الرئوي المزمن تحافظ الأدوية الواقية على ممرات الهواء المفتوحة وتساعد على السيطرة على الالتهاب في الرئتين وينبغي تناولها بانتظام حتى تكون فعالة .
الأدوية المستخدمة في العلاج
- الكورتيكوستيرويد
يُعرف خطأ بأنه سترويد بنائي عضوي يستخدمه الرياضيون ولاعبوا كمال الأجسام ، غير أن السترويد البنائي يختلف عن الكورتيكوستريدات المستخدم في التعامل مع داء الانسداد الرئوي .
فالكورتيكوستيرويد الاستنشاقي يستخدم كعلاج وقائي اذ يقوم بمعالجة الالتهاب في ممرات الهواء بمنع المواد والخلايا المتضمنة في عملية الالتهاب – عادة تؤخذ مرتين يومياً بانتظام .
وقد لا تكون الكورتيكوستريدات ضرورية اذا كنت تعاني من مستوى خفيف من الإنسداد الرئوي المزمن ، أو تعاني من نوبات غير متكررة .
- محفزات بيتا -2
منها محفزات طويلة المفعول ومحفزات قصيرة المفعول .
1- محفزات طويلة المفعول : نحافظ على الممرات الهوائية مفتوحة أكثر من 12 ساعة وهي تستخدم كعلاج وقائي ويتم تناولها مرتين يومياً .
2- محفزات قصيرة المفعول : تستخدم كعلاج مخفف تعمل بسرعة عند الحاجة يستمر تأثيرها أربع ساعات .
أجهزة الاستنشاق المختلطة
يقوم صانعوا أجهزة الاستنشاق بخلط أنواع مختلفة من الأدوية داخل الجهاز الواحد فهذه العملية أكثر فاعلية وتقلل من أجهزة الاستنشاق المطلوبة .
أنواع أجهزة الاستنشاق
- أجهزة الاستنشاق المضغوطة القادرة على قياس الجرعة
- أجهزة الاستنشاق ذات المسحوق الجاف
- أجهزة الاستنشاق الرذاذة
العلاج الفموي
تتوفر عدة أدوية على شكل أقراص تعطى عن طريق الفم لجانب العلاج الاستنشاقي من أنواعها:
ومن العلاج الدوائي أيضاً المضادات الحيوية و مضادات الاكتئاب .
مصدر المقال : الانسداد الرئوي المزمن الدكتور دانيال لي / طبيب استشاري في طب الجهاز التنفسي والطب العام
البحث والإعداد : نسيبة علي
التدقيق اللغوي : قصي السالم
الإنفوغراف : مهند هاشم
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد