الألغام في أرض الجزائر
الألغام في أرض الجزائر : متى ستفرج فرنسا عن خريطة الألغام في أرض الجزائر، والتي زرعتها عند احتلالها للجزائر لمدة 130 عاماً ؟
وهل الأزمة الحالية بين البلدين تؤثر على هذا القرار، أم تؤجله إلى وقت ترغب فرنسا بأن يكون بلا تاريخ ؟
الألغام في أرض الجزائر وملتقى أفريقيا
احتضنت الجزائر في عاصمتها هذا العام ملتقى دولياً خاصاً بنزع الألغام، حيث شاركت فيه خمسين دولة أفريقية.
وقد عرضت الجزائر تجربتها على الدول في نزع تسع ملايين لغم بعد ستين عاماً من استقلالها، وطهرت 50 ألف هيكتار من الأراضي الجزائرية.
حيث ما تزال ترزح العديد من الدول الأفريقية تحت آثار الاستعمار وحقول الموت المنتشرة فيها، والتي تشكل خطراً مرعباً على شعوبها.
ومنذ 2004 إلى نهاية برنامج نزع الألغام في 2016، انتزع الجيش الجزائري ما يقارب المليون لغم دون حوادث، بسبب المهنية الكبيرة التي يتحلى بها رجال الهندسة العسكرية.
فقد تركت فرنسا في الجزائر نحو 11 مليون لغم، وكان يمكن تفادي سقوط أعداد كبيرة من الضحايا لو أن الجزائر استلمت خرائط الألغام من فرنسا.
يقول عمار منصوري الباحث في الهندسة النووية: تم استرجاع خرائط في العشرين من أكتوبر 2007، ولكن بعد فوات الأوان لأن هذه الألغام تتحرك.
أي هناك انزلاق للتربة، هناك الرياح والرمال وغيرها، يعني هي ألغام ليست في مكانها المحدد ولهذا فإن هذه الخرائط لا جدوى ولا معنى لها رغم أنه كان على فرنسا أن تقدم لنا هذه الخرائط خلال الاستقلال.
ضحايا الألغام في أرض الجزائر
عمد الاستعمار الفرنسي إلى إنشاء خطين من الأسلاك الشائكة في 1956 على الحدود الغربية والشرقية لمنع تدفق الأسلحة للثوار، وأحاط تلك الأسلاك بالألغام لجعلها مستحيلة العبور.
لذلك كان العدد الأكبر من ضحايا الألغام في أرض الجزائر المضادة للأفراد بالمناطق الحدودية الرئيسية المعنية.
وتحصي الجزائر وفق تقرير سلمته للأمم المتحدة سنة 2019، 7300 ضحية ألغام تعود إلى فترة الحرب التحريرية.
بينها 4830 ضحية من المدنيين الجزائريين خلال الثورة و 2470 ضحية بعد الاستقلال، متسببة في نسبة عجز بـ 20% على الأقل.
وقد جرى تسجيل 1625 ضحية مباشرة لهذه الألغام على مستوى الولايات السبعة الحدودية بينها 178 امرأة.
ويمثل 44% من المصابين من الرعاة و 23.6% من عابري السبيل و 0.4% من سائقي مركبات و 29.5% من أصحاب نشاطات متعددة.
وبقيت فرنسا حتى بعد الاستقلال مترددة في تسليم خرائط الألغام التي حصدت الضحايا في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بينما تحملت الجزائر وحدها تكلفة علاج الضحايا.
تعويض المصابين بالألغام في أرض الجزائر
خلفت الألغام في أرض الجزائر 7 آلاف ضحية ونيف كما ذكرنا، بينهم من أصيب بعاهة دائمة، وتعد هذه أكبر الجرائم الاستعمارية التي بقيت آثارها بعد الاحتلال.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام في الجزائر محمد جوادي على مواصلة مؤسسته العمل على متابعة الدولة الفرنسية فيما يتعلق بتعويض ضحايا الألغام، والاعتراف بجرائمها في هذا الإطار خلال الحقبة الاستعمارية.
ويأتي الحديث عن عدم التنازل عن مطلب التعويض للمتضررين من خلال إنشاء لجنة للمؤرخين بين البلدين تنظر في القضايا العالقة وفق ما نص عليه إعلان الجزائر الذي وقع عليه رئيسا البلدين خلال زيارة إيمانويل ماكرون للجزائر في أغسطس 2022.
المصادر
شاهد
متى ينتهي الاستعمار الفرنسي في أفريقيا
بنود اتفاقية استمرارية الاستعمار في أفريقيا
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com
تعليق واحد