تاريخ وأحداث

بنود اتفاقية استمرارية الاستعمار في أفريقيا

اتفاقية استمرارية الاستعمار

بنود اتفاقية استمرارية الاستعمار في أفريقيا

اتفاقية استمرارية الاستعمار هي اتفاقية وضعت من قبل فرنسا على الدول الأفريقية التي هيمنت عليها وما تزال رغم استقلالها على الورق.

فمنذ عام 1960 وفرنسا تحتفظ بالاحتياطات الوطنية من ثروات بنين، بوركينا فاسو، غينيا بيساو، ساحل العاج، مالي، النيجر، السنغال، توغو، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، الكونغو وغينيا الاستوائية والغابون.

فالسياسة النقدية التي تجمع هذه البلدان معقدة، لأنها تدار من قبل وزارة الخزانة الفرنسية دون الرجوع إلى السلطات المالية المركزية في الاتحاد الاقتصادي والنقدي للدول الغرب إفريقية أو المجموعة الاقتصادية لدول الوسط الإفريقي.

وبموجب شروط الاتفاق فهي ملزمة باحتفاظ 65% على الأقل من احتياطاتها من النقد الأجنبي في “حساب عمليات” موجود في الخزانة الفرنسية، بالإضافة إلى 20% كالتزامات مادية.

أسباب وجود اتفاقية استمرارية الاستعمار

أسباب وجود اتفاقية استمرارية الاستعمار

فرضت البنوك المركزية للاتحاد المالي الإفريقي سقفاً على الائتمان الممنوح لكل بلد عضو ما يعادل 20% من الإيرادات العامة لهذا البلد.

ورغم أن البنك المركزي لدول إفريقيا الوسطى والبنك المركزي لدول الغرب الإفريقي يتمتعان بتسهيلات للسحب على المكشوف (overdraft facility) مع الخزانة الفرنسية.

إلا أن هذا السحب يخضع لموافقة وزارة الخزانة الفرنسية، حيث تستثمر وزارة الخارجية الفرنسية الاحتياطات الأجنبية للبلدان الإفريقية باسمها في بورصة باريس.

لا يوجد سياسات نقدية خاصة بالبلدان، فهي نفسها لا تعرف ولا يقال لها عن حجم الاحتياطات الأجنبية التي تحتفظ بها الخزانة الفرنسية التي يملكونها كمجموعة أو كل بلد على حده.

ويقدر حجم المبالغ التي تسيطر عليها الحكومة الفرنسية 500 مليار من أموال خزانات الدول الإفريقية، ولكن لا تستطيع الدول الإفريقية الوصول إلى تلك الأموال.

فالحكومة الفرنسية تسمح للدول الإفريقية بالوصول إلى 15% فقط من مجموع الأموال السنوية المحولة إلى فرنسا، وإذا احتاجت هذه البلدان إلى مبالغ إضافية، فعليهم اقتراضها من 65% من أموالهم الخاصة في الخزانة الفرنسية وبأسعار تجارية.

أبرز بنود اتفاقية استمرارية الاستعمار

فيما يلي نورد أبرز بنود اتفاقية استمرارية الاستعمار التي وضعت منذ خمسينيات القرن الماضي من قبل فرنسا على الدول الأفريقية المستعمرة.

ضريبة استعمارية مقابل فوائد الاستعمار الفرنسي

الدول المستقلة حديثًاً ملزمة بدفع ضريبة مقابل البنية التحتية التي بنتها فرنسا في فترة الاستقلال.

مصادرة تلقائية للاحتياطات الوطنية

ينبغي على البلدان الأفريقية أن تودع الاحتياطات النقدية الوطنية في البنك الفرنسي الوطني.

حق الأولوية في استخراج المواد الخام أو الطبيعية المكتشفة

فرنسا لها الأولوية لشراء أي موارد الطبيعية الموجودة في الأرض من مستعمراتها السابقة، وفي حالة إبداء فرنسا عدم اهتمامها بتلك الموارد يحق للبلدان الإفريقية البحث عن شركاء آخرين.

الأولوية للمصالح الفرنسية وشركاتها في أي مناقصات عامة

فمنح العقود الحكومية يجب عرضها على الشركات الفرنسية أولاً وبعدها ممكن لهذه البلدان البحث في أماكن أخرى.

ولا يهم إن كان للبلدان الإفريقية إمكانية الحصول على عقود بقيم أفضل في أماكن أخرى.

الحق الحصري لتوريد معدات الجيش وتدريب الضباط

من خلال المنح الدراسية واتفاقيات الدفاع التابعة لاتفاقية استمرار الاستعمار، ينبغي على الأفارقة إرسال كبار ضباطهم العسكريين للتدريب في فرنسا أو في مرافق تدريب يديرها فرنسيون.

والوضع هو أن فرنسا قامت بتدريب وتغذية المئات بل الآلاف من الخونة، وهم جامدون عندما لا تكون هنالك حاجة إليهم ويجري تشغيلهم وتنشيطهم عند الحاجة لانقلاب أو أي شيء آخر.

حق فرنسا في نشر قواتها والتدخل العسكري للدفاع عن مصالحها

تحت ما يسمى اتفاقيات الدفاع المرتبطة باتفاقية استمرار الاستعمار، فإن لفرنسا كامل الحق القانوني في التدخل عسكريا في البلدان الإفريقية.

وأيضا للقوات قواعد ومنشآت عسكرية دائمة في تلك البلدان، تشغل بالكامل من قبل الفرنسيين.

وعندما حاول رئيس ساحل العاج لوران غباغبو إنهاء الاستغلال الفرنسي لبلاده، دبَرت فرنسا انقلاباً.

فتدخلت الدبابات والطائرات الفرنسية والقوات الخاصة مباشرة في الأزمة وأطلقت النار على المدنيين وقتلت الكثيرين.

وبعد نجاح الانقلاب ونقل السلطة إلى ألأسن أوتارا، طلبت الحكومة الفرنسية من أوتارا دفع تعويضات لمجتمع رجال الأعمال الفرنسي لخسائرهم خلال الحرب الأهلية.

اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلد ولغة النظام التعليمي

أُنشئت منظمة اللغة ونشر الثقافة الفرنسية تحت اسم الفرانكفونية مع العديد من القنوات التلفزيونية والمنظمات التابعة لها، يشرف عليها وزير الشؤون الخارجية الفرنسية.

الالتزام باستخدام العملة الاستعمارية الفرنك الأفريقي

وهذه هي البقرة الحلوب الحقيقية لفرنسا، فهو الذي يضخ نحو 500 من المليارات من الدولارات من إفريقيا إلى خزينتها.

وخلال إدخال عملة اليورو إلى أوروبا، اكتشفت دول أوروبية أخرى مخططات استغلال فرنسا فشعرت بالفزع واقترحت على فرنسا التخلص من النظام لكن دون جدوى.

الالتزام بإرسال تقرير سنوي للميزانية السنوية وحجم الاحتياطي

إذ يجري تعيين سكرتير البنوك المركزية في المستعمرات السابقة ووزير الاجتماع النصف السنوي لوزراء المالية من المستعمرات السابقة من قبل البنك الفرنسي المركزي.

التحالفات العسكرية بإذن فرنسا

عن طريق الالتزام بعدم الدخول في تحالفات عسكرية مع بلدان أخرى ما لم تأذن بذلك الحكومة الفرنسية.

الالتزام بالتحالف مع فرنسا حال الأزمات العالمية والحرب

حيث شارك أكثر من مليون جندي أفريقي في الحرب ضد النازية والفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، وعادة ما يجري التقليل من مساهمتهم وتجاهلها في كثير من الأحيان.

لكن عند معرفة أنه استغرق من ألمانيا 6 أيام لهزيمة فرنسا عام 1940، علم الفرنسيون أن الأفارقة يمكن أن يكونوا مفيدين للحفاظ على عظمة فرنسا في المستقبل.

اتفاقية استمرارية الاستعمار والخوف من الحرية

اتفاقية استمرارية الاستعمار والخوف من الحرية

تملك فرنسا مؤسستين مجمدتين بأحلام الماضي وجنون العظمة والاختلال العقلي ونشر الخوف، أن نهاية العالم قد تقع لو أن فرنسا غيرت سياساتها.

ومرجعية هذه المؤسستين الأيدلوجية لا تزال مأهولة برومانسية القرن التاسع عشر، وهما وزارة المالية والموازنة الفرنسية ووزارة الخارجية.

وهاتان المؤسستان لا تشكلان خطراً على إفريقيا فقط بل على الفرنسيين أنفسهم.

والأمر متروك للأفارقة ليحرروا أنفسهم من دون طلب إذن، فأول رد فعل للناس عندما يعلمون عن الضرائب الاستعمارية الفرنسية، التساؤل المحير التالي : إلى متى؟.

وعلى سبيل المقارنة التاريخية، أجبرت فرنسا هاييتي على دفع ما يساوي حالياً 21 مليار دولار ما بين أعوام 1804 و1947 كتعويض عن الخسائر التي لحقت بتجارة الرقيق الفرنسية بعد إلغاء الرق وتحرير العبيد في هاييتي.

وتدفع البلدان الإفريقية الضريبة الاستعمارية منذ ما يقارب الخمسين عاماً، لذا لا يزال أمامها مئة عام من دفع الضرائب ما دامت ملتزمة ببنود اتفاقية استمرارية الاستعمار.


المصادر

شاهد

متى ينتهي الاستعمار الفرنسي في أفريقيا

جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com

“يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية”

يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام  Instagram وحساب تويتر Twitter

للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com

غدق

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرحاء ايقاف مانع الاعلانات